بيروت, الأحد 4 أغسطس، 2024
إيلي حصروتي، مهندس اتّصالات وموسيقيّ لبناني، ومؤسِّس «مبادرة 4 آب». هو نجل غسّان حصروتي، موظّف أهراء مرفأ بيروت، وضحيّة انفجار 4 أغسطس/آب 2020. يطلّ اليوم في الذكرى الرابعة لانفجار المرفأ، عبر «آسي مينا»، ليُخْبرنا عن اختباره مع المأساة، وكيف بلغ حدود السلام والرحمة في غمرة هذا الموت.
يقول حصروتي: «قادتني التحدّيات والخيبات والآلام للبحث عن الحرّية بهدف الانطلاق نحو حياة أوفر، وأوّل ما وجدتُه أنّ قيمتي ليست في ما أفعله، بل في كوني إنسانًا محبوبًا». ويُضيفُ: «عشتُ الألم والفشل، فالإنسان لا يحزن إلّا عندما يخسر من يحبّه، وفي قلب الحبّ تعلّمتُ درسًا مفاده أنّ الحبّ والحزن توأمان».
ويتابع: «كلّنا شركاء في انفجار 4 أغسطس/آب؛ هذه هي ثقافة المجتمع، نسكت عن الظلم ولا نأخذ موقفًا شجاعًا، ونؤدّي دور الضحيّة ونعطي الوحش مزيدًا من الضحايا. تعلّمتُ البحث عن الحقيقة التي أدَّت إلى الخلل ومعالجته، فالحقيقة وحدها تحقّق العدالة».
ويواصل حصروتي: «بعد أربع سنوات على الانفجار لم يتبدّل شيء، لذا أطلقت "مبادرة 4 آب"، وهي ناشطة على مختلف المستويات. وفي 6 مايو/أيّار من كلّ عام، ننظّم وقفة موحّدة في جميع المدارس الكاثوليكيّة، لنرى ماذا تعلّمنا، وما هو الخلل الذي ما زال موجودًا لنعالجه فلا يتكرّر. وهكذا، ننتقل من ردّة الفعل وموقف الضحيّة إلى المسؤوليّة والمبادرة».