فكما أنّ الجسم يحتاج إلى التمارين الرياضيّة، كذلك الروح أيضًا!
الرياضة البدنيّة تجعل الجسم حاضرًا وجاهزًا للقيام بوظائفه، والرياضة الروحيّة تجعل النفس حاضرة وجاهزة للقيام بدورها، أي اكتشاف مشيئة الله والعمل بها. وكما يتمرّس المرء في المهارات الجسديّة، كذلك يتدرّب على الحياة الروحيّة وثمارها من إيمان ورجاء ومحبّة. الرياضات الروحيّة الإغناطيّة تعدّ النفس وتؤهّبها للإصغاء إلى كلمة الله والعمل بها، وتمييز صوت الله عن الأصوات الأخرى الّتي تسكننا وتدفعنا إلى قرارات غير صائبة.
وتفترض هذه الرياضات الانسحاب من الانشغالات المعتادة والاختلاء في مكان هادئ يسهّل القيام بها. تتطلّب الرياضات صمتًا خارجيًّا يتحوّل شيئًا فشيئًا إلى صمت داخليّ وحالة من الإصغاء والانتباه إلى حركة الروح القدس في النفس. تقوم الرياضات على أوقات محدّدة يقضيها الإنسان أمام الله في التأمّل. يلقي الرياضة مرشد خبير في طرقها ويصغي إلى خبرة من يقوم بالرياضة ليؤقلمها على حسب حاجته. حين لا يمكن الانسحاب إلى مكان مجهّز أو لا يمكن الدخول في صمت كامل، يمكن لمن يلقي الرياضة أن يقترح بدائل تصل بالإنسان إلى الغاية نفسها.