كاهن رعيّة السريان الكاثوليك في باريس: الأولمبياد مكان للوحدة لا لتوجيه السهام

لوحة العشاء الأخير بريشة ليوناردو دافنشي لوحة العشاء الأخير بريشة ليوناردو دافنشي | مصدر الصورة: Srishtii Mishra/Pinterest

أثارت لوحة استعراضية في حفل افتتاح أولمبياد باريس مساء الجمعة، استياء المسيحيين حول العالم لمحاكاتها -بهزء- لوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي؛ فتوالت الانتقادات بشأنها من أنحاء العالم كافة، كان أهمّها البيان الصادر أمس عن مجلس أساقفة فرنسا الذي أعرب عن «أسفه بشدة» لمشاهد الاستهزاء والسخرية.

كذلك لم تغب ردود أفعال الكنائس الشرقية الكاثوليكية إزاء ما حصل، أبرزها البيان الصادر عن راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبي نجم، إذ شجب ما حدث واصفًا إياه بالعمل الدنيء وبالتدنيس القذر الذي ينتهك المقدّسات، وبأنّه تجديف على اسم المسيح ويشكّل حقدًا تجاه المسيحيين.

من جهته اعتبر مطران أبرشية ألقوش الكلدانية بولس ثابت حبيب مكو في منشور له على صفحته في فيسبوك أنّ ما حصل يشكّل «إهانة لغالبية البشر وترويجًا لما هو شاذ في السلوك البشري». واعتبر أنّ ما عُرض يتناقض مع «روح» مبادئ الثورة الفرنسية في الحرية والأخوّة والمساواة.

وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، أشار كاهن رعية مار أفرام للسريان الكاثوليك في باريس المونسنيور بيير النادر أنّ الحكومة الفرنسية سعت إلى أن يكون افتتاح الألعاب الأولمبيّة منظمًا وجميلًا وعلى مستوى عالٍ؛ وهو ما قدّرته الكنيسة في البلاد وانخرطت فيه، واحتفلت بالقداس الإلهي من أجل هذه المناسبة وأقامت جميع الأبرشيات والرعايا الصلوات كي يحمل هذا الحدث شعلة المحبة والوحدة والتضامن.

وأضاف: «لكن ما حصل في حفل الافتتاح خدشٌ للحياء المسيحي، ونحن لا نقبل بتاتًا المسّ بشعائرنا ورموزنا الدينية وإن كان ذلك عن طريق الفكاهة، أو من مبدأ عرض تعددية المجتمع الفرنسي المتضمِّن المثليين والملحدين وغيرهم. فالصورة التي وصلت أجّجت مشاعر المسيحيين لما فيها من استهزاء واستخفاف بالقيم الإنسانية وبإيماننا وعقيدتنا وهذا مرفوض».

وكشف النادر أنّ «كثيرًا من المؤسسات والأشخاص في فرنسا وقفوا ضد ما جرى، والكنيسة الكاثوليكية هنا لم تصمت واعترضت بشدة. حتى إنّ غير المؤمنين شعروا بأنّ منظّمي الحدث أخطأوا عندما أقحموا الرموز المسيحية في العرض بصورة غير لائقة لا تحترم القيم الفرنسية. مع العلم أنّ فرنسا تاريخيًّا هي رمز للكثلكة في العالم، والتطور الذي أصابها اليوم بعدما دخل إليها ما هبّ ودبّ من الأفكار لا يعطي أحدًا حقّ الاستهزاء بأيّ ديانة».

وختم النادر حديثه إلى «آسي مينا»: «الأولمبياد ليس مناسبة لتوجيه السهام نحو دين ما، بل هو حدث يجمع الناس بغض النظر عن انتمائهم الثقافي والوطني… هو مكان للوحدة. لذلك نصلّي من أجلهم للربّ كي يفتح قلوبهم وبصيرتهم ليعوا أنّ "اللعب" مع يسوع على هذا النحو يضرّهم قبل أن يضرّ المسيحيين، لأنّهم لم يعرفوا بعد محبة المسيح، ولم يفتحوا قلوبهم لها».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته