كيف تتصدّى الكنيسة الكاثوليكيّة لخطر الإلحاد على الشباب؟

يكتفي الأشخاص الذين لا يتبعون أيّ دين بالاعتماد على العقل والعلم والتجارب الشخصيّة لتفسير العالم من حولهم يكتفي الأشخاص الذين لا يتبعون أيّ دين بالاعتماد على العقل والعلم والتجارب الشخصيّة لتفسير العالم من حولهم | مصدر الصورة: Chat Karen Studio/Shutterstock

يستشري خطر الإلحاد في عالم اليوم المتسارع والمتغيّر، بخاصة بين الشباب. فنلاحظ غياب الإيمان بوجود الإله في حياة كثيرين وإنكار حضوره. ويكتفي هؤلاء الذين لا يتبعون أيّ دين منظّم بالاعتماد على العقل والعلم والتجارب الشخصيّة لتفسير العالم من حولهم. فكيف تنظر الكنيسة الكاثوليكيّة إلى هذه الظاهرة؟ وكيف تتداركها؟

أوضح الأب ميلان ككوني، الكاهن في إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، والحاصل على ماجستير في الأنجلة الجديدة والشباب من الجامعة الفرنسيسكانية-أوهايو، الولايات المتحدة الأميركيّة، تفسير الكنيسة الكاثوليكية لمعنى الإلحاد بأنه رفضٌ لله وإنكارٌ لتعاليم الكنيسة.

وقال ككوني في حديثه إلى «آسي مينا»: «الكنيسة الكاثوليكية تعِدّ الإلحاد خطيئةً تخالف الوصيّة الأولى المتجسّدة في رفض وجود الله، وإضاعةً لفرصة اختبار محبّة الله وإرشاده في حياة الإنسان. كما ترى تأثيره على الشباب عميقًا ومثيرًا للقلق، إذ تعتقد أنّه يمكن أن يقودهم بعيدًا عن الإحساس بالهدف رافضين قيم المجتمع والتوجيه الأخلاقيّ، ليسعوا باحثين عن المعنى والاتجاه في حياتهم من دون الإيمان بقوة عليا».

وتابع: «تخشى الكنيسة أيضًا العواقب الأخلاقية المحتملة للإلحاد، لأنّه قد يدفع الشباب إلى اتخاذ خيارات لا تتوافق مع تعاليم الكنيسة وأخلاقياتها، فضلًا عن كونه تهديدًا للقيم والمعتقدات التقليدية التي تتمسك بها، وتحدّيًا لسلطتها وتعاليمها».

وفصّل ككوني وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكيّة بشأن تأثير الإلحاد على الشباب باعتباره ضارًّا جدًّا ومخيفًا، كونه يقود الأفراد بعيدًا عن الله وتعاليم الكنيسة. «لذا تشجّع الكنيسة الشباب على استكشاف إيمانهم والعودة إلى الجذور، وطلب التوجيه من المكرَّسين والانفتاح على إمكانية وجود قوّة عليا في حياتهم هو الله الخالق».

يشكّل الشباب القوى الدافعة للتطور والتغيير في المجتمع والكنيسة ويحظون باهتمامٍ بالغ فيهما، ويصفهم البابا يوحنا بولس الثاني بـ«مستقبل الكنيسة». لذا فإنّ إلحادهم موضوع خطير ومثير للجدل، لجهة فقدان القيم والأخلاق وزيادة الانحراف السلوكي، إلى جانب افتقاد الراحة النفسيّة والحيرة في مواجهة التحديات.

ولا ينفي ككوني أنّ الإلحاد ينتج عن افتقاد توجيهٍ وتثقيف دينيَّين صحيحَين للشباب، فيخسرون إيمانهم أمام أول تحدّيات الحياة، وتوازنهم النفسيّ وثقتهم بأنفسهم أحيانًا نتيجة انعدام العلاقة الشخصيّة مع شخص المسيح.

وشدّد على ضرورة تثقيف الشباب وتوجيههم وتشجيعهم على الانخراط في نشاطات كنسيّة إيمانية تؤهلهم لفهم القِيَم والمبادئ الدينيّة انطلاقًا من الكتاب المقدس بشكل متوازن ومفهوم.

وختم ككوني مؤكدًا أهمّية توفير بيئة مجتمعية تدعم القيم الدينية وتعزّز الانتماء الدينيّ لدى الشباب، إلى جانب دور الكنيسة الحتميّ في توفير بيئة داعمة وتوجيه دينيّ صحيح لهم للحدّ من خطورة الإلحاد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته