البابا فرنسيس للمؤمنين: لا تهملوا الحوار مع الله

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، من المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، الصلاة من أجل أوكرانيا الممزّقة، وفلسطين وإسرائيل، وميانمار.

وأشار إلى أنّ هذا الأسبوع ستبدأ الألعاب الأولمبية في باريس، تليها الألعاب البارالمبية. وذكر أنّ الرياضة تحمل قوّة اجتماعيّة كبيرة، قادرة على توحيد الناس من ثقافات مختلفة بسلام: «آمل أن يكون هذا الحدث رمزًا للعالم الشامل الذي نريد بناءه، وأن يكون الرياضيون، بشهادتهم الرياضية، رسلًا للسلام ونماذج قوية للشباب». وتمنّى أنّ تكون الألعاب فرصة لإقامة هدنة وسط الحروب.

وشرح الأب الأقدس قبل الصلاة إنجيل مرقس (مرقس 6: 30-34) الذي يروي أنّ الرسل، بعد عودتهم من الإرساليّة، اجتمعوا حول يسوع وأخبروه بما فعلوه؛ فقال لهم: «تعالوا أنتم وحدكم إلى مكان خالٍ واستريحوا قليلًا». ولكنّ الناس فهموا تحرّكاتهم، وعندما نزلوا من القارب، وجد يسوع الجموع تنتظره، فأشفق عليهم وبدأ يعلّمهم.

وفسّر الحبر الأعظم أنّ من جهة هناك دعوة للاستراحة، ومن جهة أخرى هناك شفقة على الجموع. تبدو هاتان الحالتان متعارضتَين، ولكن في الحقيقة هما متكاملتان. وأضاف أنّ يسوع يهتمّ بتعب التلاميذ. وقال: «ربما يرى يسوع خطرًا يمكن أن يمسّ حياتنا ورسالتنا أيضًا... الدور والمهام الموكلة علينا تجعلنا ضحايا النشاط المفرط، منشغلين جدًّا بالأمور التي يجب فعلها وبالنتائج. وهكذا نضطرب ونفقد رؤية الأمور الأساسيّة، ما يعرّضنا لخطر استنفاد طاقاتنا وسقوطنا في التعب الجسدي والروحي». كما اعتبر البابا أنّ المجتمع اليوم كثيرًا ما يكون أسير العجلة.

ثمّ أضاف أنّ الراحة التي يقترحها يسوع ليست هروبًا من العالم، أو انسحابًا إلى الراحة الشخصيّة؛ بل على العكس، عندما يرى الناس الضائعين، يشعر بالشفقة عليهم. وأردف: «نتعلّم من الإنجيل أنّ هاتين الحقيقتين -الراحة والشفقة- مرتبطتان: فقط إذا تعلّمنا كيف نرتاح يمكن أن نكون رحيمين. يمكن أن نكون قادرين على رؤية رحيمة، تلتقط احتياجات الآخرين، فقط إذا لم يكن قلبنا مستهلكًا بقلق العمل، إذا عرفنا كيف نتوقف، وفي صمت العبادة نتلقى نعمة الله».

وفي ختام كلمته، دعا المؤمنين إلى التساؤل: هل أعرف كيف أتوقّف في خلال أيام حياتي؟ هل أعرف كيف آخذ لحظة لأكون مع نفسي ومع الربّ، أم أنّني دائمًا مستعجل لإنجاز الأمور؟ ثمّ طلب منهم أن يحاولوا تبطيء الوتيرة، والتوقف قليلًا ليتأملوا الطبيعة ويتشاركوا الوقت مع الأشخاص الذين يحبّونهم، وعدم إهمال الحوار مع الله. وقال: «سيجعلنا ذلك أشخاصًا منتبهين وقادرين على الشفقة... لتساعدنا العذراء المقدّسة على "الراحة في الروح" حتى وسط جميع الأنشطة اليومية، وأن نكون متاحين ورحماء تجاه الآخرين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته