لبنان يحتفل بعيد مار شربل... «هذه أرض قداسة»

من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في بقاعكفرا الشماليّة، لبنان من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في بقاعكفرا الشماليّة، لبنان | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

من لبنان إلى العالم قداديس ومسيرات صلاة في عيد قديس لبنان والعالم: مار شربل. عمّت الاحتفالات بلاد الأرز، إلّا أنّ المشهد الأبرز احتضنته منطقتان، للقديس شربل مخلوف أثر دائم فيهما: مسقط رأسه بقاعكفرا الشماليّة، وموقع ضريحه ومحبسته دير مار مارون-عنايا الجبيليّة.

في بقاعكفرا احتشد الآلاف للمشاركة في مسيرة صلاة على نيّة السلام في لبنان والشرق المتألّم. وما اكتملت المشهديّة إلّا بقدّاس احتفاليّ ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في باحة كنيسة مار حوشب الأثرية بحضور حشد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية، وجمهور المؤمنين.

من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في بقاعكفرا الشماليّة، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في بقاعكفرا الشماليّة، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

وبعد سرد مقتطفات من قصّة حياة مار شربل وتحديدًا نشأته في بقاعكفرا، سأل الراعي في عظته: «ماذا يقول لنا القديس شربل اليوم؟ يقول لنا أولًا أن نثق بالله سيّد التاريخ، ونلتمس تدخّله في الوقت الذي يريده، والطريقة التي يريدها، والمكان الذي يريده. هذه الثقة تعلّمنا انتظار تجلّيات الله بالصلاة والتوبة والاتحاد الدائم به. فنحن بحاجة للعودة إلى الله، وتصحيح حياتنا ومسلكنا معه».

من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في بقاعكفرا الشماليّة، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في بقاعكفرا الشماليّة، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

وأضاف الراعي: «يقول لنا ثانيًا إنّ لبنان أرض قداسة. وقد ذكّرنا بها وافتتحها لنا وأمامنا بتطويبه عام 1965 مع ختام المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني لتكون تعاليم هذا المجمع عنصرة جديدة في حياتنا الكنسية واللبنانية. يقول لنا: لبنان أرض قداسة ووحدة بين المواطنين وأخوّة، وليس أرض حروب ونزاعات وقتل وتدمير وتهجير. فلنسعَ إلى إبقائه أرض قداسة وصلاة. ويقول لنا ثالثًا، إنّ أعمال الرسالة تحتاج إلى أن تترافق بالإماتة والصلاة وأفعال تواضع».

عنّايا الشاهدة

من بقاعكفرا إلى عنايا، وتحديدًا دير مار مارون حيث يتكرّر مشهد المسيرة الحاشدة شهريًّا. وهذه المرة قبل الموعد الثابت (22 من كلّ شهر)، تقاطر الناس من مختلف أرجاء لبنان في عيد مار شربل لالتماس شفاعته أمام تمثاله وضريحه، وفي حضرة هيبة محبسته.

من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في دير مار مارون عنّايا، لبنان. مصدر الصورة: مزار مار شربل-عنّايا
من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في دير مار مارون عنّايا، لبنان. مصدر الصورة: مزار مار شربل-عنّايا

ومن ضمن برنامج الاحتفالات التي ينظّمها الدير في عيد مار شربل، قدّاس احتفاليّ ترأسه الكاردينال الراعي اليوم. وقال البطريرك المارونيّ في عظته: «شربل أصبح قديسًا عالميًّا، ويقول لنا إنّ لبنان وطنه لن يزول إذا عدنا إلى نهجه، نهج التقشف». وتابع: «علينا أن نصلّي من أجل إحلال سلام عادل فيه». وأردف: «لبنان لا يمكن أن يستمر من دون رئيس للجمهورية».

من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في دير مار مارون عنّايا، لبنان. مصدر الصورة: مزار مار شربل-عنّايا
من الاحتفالات بعيد القدّيس شربل في دير مار مارون عنّايا، لبنان. مصدر الصورة: مزار مار شربل-عنّايا

أما في ليلة العيد (أمس)، فترأس القداس الإلهي المطران أنطوان شربل طربيه، راعي أبرشية أستراليا المارونية، تلته مسيرة بالمشاعل من الدير إلى المحبسة. كما رُفِعت الصلوات ونُظِّمت الاحتفالات في مختلف المدن والبلدات اللبنانيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته