بيروت, الأحد 21 يوليو، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس سمعان سالوس ورفيقه يوحنا في تواريخ مختلفة، منها 21 يوليو/تموز من كلّ عام. هما من اختارا السير في طريق النسك والتقشّف حتى الرمق الأخير.
ولِدَ سمعان سالوس ورفيقه يوحنا في أوائل القرن السادس، ويُرجَّح أنّ موطنهما حمص السوريّة. وقد تحصّنا بالمعرفة والتقوى والفضيلة. وذات يوم، ذهب سمعان مع رفيقه يوحنا، للمشاركة بعيد ارتفاع الصليب في أورشليم. فتجوّلا معًا في الأراضي المقدّسة، حتى عانقهما شوق عميق لممارسة الفضيلة، والسير على خُطى المخلّص وتحمّل الآلام. وإذ بلغا أريحا أخبر يوحنّا رفيقه سمعان عن الرجال الذين يقيمون في الأديار، قرب نهر الأردن، واصفًا إيّاهم بملائكة الله.
بعدئذٍ، صلّيا واختارا التوجّه إلى دير جيراسيموس، وألقيا عنهما كلّ تعلّق بالعالم. فرحّب الرهبان بهما، وألبسوهما الثوب الرهبانيّ، وأدخلوهما الحياة الجديدة. لكنّهما بعد ذلك قرّرا مغادرة الدير والعيش في البرّية، فأمضيا فيها نحو ثلاثين سنة، عرفا في خلالها التجارب وقسوة الأحوال الجوّية.
وبعدها اقترح سمعان على رفيقه أن يغادر البرّية لمساعدة الآخرين في الدنيا. فذكّره يوحنا بالوعد الذي قطعاه، ألا يفترقا أبدًا. ولكن حين وجده مصمّمًا على رأيه، تركه يذهب كي ينشد رغبة قلبه، وأكمل هو حياته في البرّية.