القدّيس سمعان سالوس ورفيقه يوحنّا… مسيرة نُسك وفضيلة

القدّيس سمعان ورفيقه يوحنّا القدّيس سمعان ورفيقه يوحنّا | مصدر الصورة: akroasis.org/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس سمعان سالوس ورفيقه يوحنا في تواريخ مختلفة، منها 21 يوليو/تموز من كلّ عام. هما من اختارا السير في طريق النسك والتقشّف حتى الرمق الأخير.

ولِدَ سمعان سالوس ورفيقه يوحنا في أوائل القرن السادس، ويُرجَّح أنّ موطنهما حمص السوريّة. وقد تحصّنا بالمعرفة والتقوى والفضيلة. وذات يوم، ذهب سمعان مع رفيقه يوحنا، للمشاركة بعيد ارتفاع الصليب في أورشليم. فتجوّلا معًا في الأراضي المقدّسة، حتى عانقهما شوق عميق لممارسة الفضيلة، والسير على خُطى المخلّص وتحمّل الآلام. وإذ بلغا أريحا أخبر يوحنّا رفيقه سمعان عن الرجال الذين يقيمون في الأديار، قرب نهر الأردن، واصفًا إيّاهم بملائكة الله.

بعدئذٍ، صلّيا واختارا التوجّه إلى دير جيراسيموس، وألقيا عنهما كلّ تعلّق بالعالم. فرحّب الرهبان بهما، وألبسوهما الثوب الرهبانيّ، وأدخلوهما الحياة الجديدة. لكنّهما بعد ذلك قرّرا مغادرة الدير والعيش في البرّية، فأمضيا فيها نحو ثلاثين سنة، عرفا في خلالها التجارب وقسوة الأحوال الجوّية.

وبعدها اقترح سمعان على رفيقه أن يغادر البرّية لمساعدة الآخرين في الدنيا. فذكّره يوحنا بالوعد الذي قطعاه، ألا يفترقا أبدًا. ولكن حين وجده مصمّمًا على رأيه، تركه يذهب كي ينشد رغبة قلبه، وأكمل هو حياته في البرّية.

هكذا سار سمعان في طريقه إلى القدس وبعدها انطلق نحو حمص، وأخذ هناك يتظاهر بالبله، حتى ظنّ الناس أنّه فاقد العقل، وكانوا يشفقون عليه تارةً ويهزأون به تارةً أخرى. أمّا هو فتحمّل الشتائم بلطف وتواضع. وتكلَّلَتْ حياته بأفعال الصوم والتقشّف والصلاة، كما أسهم في ارتداد كثيرين من الخطأة إلى الإيمان المستقيم.

وقد صنع الله من خلاله معجزات شتّى. ولم يكن سمعان يتكلّم بتعقّل إلّا مع الشماس يوحنا الذي أبرأ ابنه وخلّصه من تهمة افتراء بالقتل. وقبل يومين من موته، أخبر الشماس قصّة حياته، ورقد بسلام في الربع الأخير من القرن السادس.

فيا ربّ، علّمنا على مثال سمعان سالوس ورفيقه يوحنا، كيف نختار الدرب الصحيح، فنحيا الفضيلة في حياتنا، ونشهد لاسمك القدوس إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته