مار الياس الحيّ... المدافع الغيور عن الإيمان الحقّ

النبيّ إيليّا النبيّ إيليّا | مصدر الصورة: Julia Raketic/Shutterstock

مار الياس الحيّ، أو النبيّ إيليّا... مدافع غيور عن الإيمان الحقّ، ومثال مواجهة الظلم والشهادة الحقّ لله من دون خوف أو تهاون. ما حكايته؟ وكيف نتسلّح بالغيرة على مثاله على مجد الربّ الأزليّ؟

تقول السيّدة جزال غانم، حائزة إجازة في اللاهوت من الجامعة الأنطونيّة عبر «آسي مينا»: «كان النبيّ إيليّا بغيرته الناريّة، وما زال حتّى يومنا هذا، بطل إيمان ومصدر إلهام لكثير من الأجيال. فقد لقِّبَ بـ"المنتقم الغيور"، لأنّه "لبس الانتقام كثياب، واكتسى بالغيرة كعباءة" (أش 59: 17)».

وتُضيفُ: «أمّا الأمور التي فعلها مُظهِرًا من خلالها غيرته لله، فهي: وقف بوجه الملك آحاب الظالم وزوجته إيزابيل، وجاهر بإيمانه بالله علنًا، وحبس المطر عن الشعب لفترة 3 سنوات ونصف السنة، وصلّى فنزلت نار من السماء وأحرقت الثور، وقتل كهنة البعل الأربعمئة والخمسين، وكثّر الدقيق والزيت، وأقام ابن أرملة صرفة صيدا، وطلب من الله أن تمطر فأمطرت، وردّ الشعب إلى عبادة الله، وزهد في حياته متعطّشًا للقاء الله».

وتردف غانم: «على الرغم من صلابته وعدم خوفه من قول الحقّ، حين هدّدته إيزابيل الملكة الوثنيّة بالقتل، خاف من حقدها وهرب منها يائسًا، وتمنّى لنفسه الموت لأنّه لم يكن كاملًا، بل شعر بالضعف البشريّ وفقد الأمل بالحياة، رغم حبّه للربّ وغيرته عليه».

السيّدة جزال غانم. مصدر الصورة: جزال غانم
السيّدة جزال غانم. مصدر الصورة: جزال غانم

وتزيد: «من الطبيعيّ، أن يشتهي الإنسان اليائس الموت في لحظات ضعفه، وهذا ما اختبره إيليّا النبيّ؛ فالله بنظره رحيم وأرحم ممّا عرفه من ضيقات. فأرسل الله إليه ملاكًا شدّده واهتمّ به طوال ثلاثة أيّام وأعطاه الكعك والماء».

لقاء الربّ وكيفيّة اتّباعه

تحكي غانم: «من ثمّ أرسله إلى جبل حوريب ليلقاه، وهناك مرّت عاصفة ولكنّ الله لم يأتِ معها، وبعد العاصفة حصلت زلزلة وبعدها نار ولم يأتِ الله معها... وكانت المفاجأة الكبيرة له، لمّا جاء الله مع النسيم العليل، وهذا يُفسِّر لنا كلام الربّ يسوع: "إذا أردت أن تصلّي إلى أبيك في السماء، أو تسمع كلامه، فادخل إلى مخدعك واغلق بابك" (متى 6: 6)، أي نُغلق بابنا عن سماع ضجيج العالم».

وتُتابِعُ: «عندئذٍ، لا بدّ لنا أن نسمعه من داخل أبواب قلوبنا الخاشعة أمامه، فتتجلّى إرادته لنا. لأنّ اتّباعه يحتاج إلى أن نوقد فينا غيرة مقدّسة تجعلنا نتخلّى عن أمور كثيرة تشغلنا في هذا العالم كما فعل إيليّا النبيّ».

وتختم غانم: «نحن أبناء الكنيسة الحيَّة، وعلى الرغم من الصعوبات التي تعترضنا، يجب أن نظلّ نصغي إلى صوت الله، ونغار على عبادته ونشهد له بأنّه وحده الإله الحقيقيّ كما شهد النبي إيليّا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته