لبنان يكرّم «راهبة قنّوبين»... ووعدٌ رسميّ بتأهيل دروب الوادي المقدّس

قبر القدّيسة مارينا في الدير الذي يحمل اسمها في عمق وادي قنّوبين (الوادي المقدّس)، لبنان قبر القدّيسة مارينا في الدير الذي يحمل اسمها في عمق وادي قنّوبين (الوادي المقدّس)، لبنان | مصدر الصورة: رعيّة السيّدة، الفنار

احتفل لبنان بعيد القديسة مارينا أمس، وكان القداس الأبرز في الدير الذي يحمل اسمها في عمق وادي قنوبين (الوادي المقدّس) حيث مدفن سبعة عشرة بطريركًا.

ترأّس القداس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بحضور حشد من المؤمنين الذين تقاطروا إلى الموقع المقدّس للمشاركة في تكريم هذه القدّيسة المعروفة باسم «راهبة قنّوبين».

تحدّث الراعي في عظته عن حياة القديسة مارينا وفضائلها وقال: «تعرفون قصتها عندما أصرّت على دخول الدير مع والدها، وتنكّرت بزي الراهب مارينوس، واتُّهمت زورًا بأنّها والد لطفل كانت حملت به إحدى الفتيات في بلدة طورزا؛ فكتمت الحقيقة وربّت الطفل في المغارة ولم تنكشف حقيقتها إلّا عند وفاتها وعندها كرّمها الرهبان واعتذروا منها وقبّلوا يدَيها».

وتابع: «أمثولة حياة القديسة مارينا تعلّمنا أن نشهد دائمًا للحقيقة لكن من دون تسرّع في الدفاع عن النفس، لأنّ الحقيقة لا بدّ أن تظهر». وختم الراعي: «يرافقنا معالي وزير الثقافة، وبالمناسبة نصلّي له كي يسهّل الربّ طريقه ويبارك عمله ومساعيه للإفراج عن إتمام طريق وادي قنوبين وبلدة قنوبين».

من الاحتفال بعيد القدّيسة مارينا في الدير الذي يحمل اسمها في عمق وادي قنّوبين (الوادي المقدّس)، لبنان. مصدر الصورة: رعيّة السيّدة، الفنار
من الاحتفال بعيد القدّيسة مارينا في الدير الذي يحمل اسمها في عمق وادي قنّوبين (الوادي المقدّس)، لبنان. مصدر الصورة: رعيّة السيّدة، الفنار

تأهيل طريق الوادي المقدّس

بعد القداس، انتقل الراعي ووزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى وسائر الحضور إلى قاعة البطاركة في دير سيدة قنوبين حيث رحّبت رئيسة الدير الأخت جانيت فنيانوس الأنطونية بالحاضرين، وعرضت أعمال التأهيل الجارية في الدير ومحيطه إعدادًا لاحتفالية مواكبة تطويب البطريرك الدويهي التي ستقام في 4 أغسطس/آب المقبل في دير سيدة قنوبين.

وأشارت إلى «المعاناة الكبيرة التي تواجهها الراهبات في خدمتهنّ الروحية في وادي قنوبين نظرًا إلى وعورة الموقع وانعدام سبل المواصلات».

من جهته، قال المرتضى: «أتيح لي اليوم الاطلاع المباشر على واقع قرية وادي قنوبين بمختلف أحيائها، ولمست أكثر حجم معاناة أهلها المحرومين من أبسط حقوقهم الطبيعية، وأهمّها سبل المواصلات لتعزيز إقامتهم ورسوخهم في هذه الأرض. واستمعت إلى موقف غبطة البطريرك الراعي الأبوي المتبني مطالب أبنائه وأصغيتُ إلى إيعازه، ولجبّته المباركة كامل شروط الإيعاز والتوجيه، وعلينا الالتزام بترجمة ذلك عمليًّا. لذا أعلن التزامي بهذه المطالب».

وأردف: «اليوم سنحقق خطوة أساسية على طريق تلبية مطلب القرية، إذ سنشكّل لجنة متابعة ببركة سيدنا البطريرك، لتعمل بأسرع ما يمكن على تقديم الاقتراحات العملية لتأهيل دروب القرية تسهيلًا لوصول الأهالي إلى بيوتهم. ونحن ملتزمون سلفًا بكلّ ما تقترحه هذه اللجنة، وستصدر القرارات اللازمة لتنفيذ هذه الاقتراحات».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته