أربيل, السبت 13 يوليو، 2024
رغم ندرة المصادر المنبئة بالمعلومات الدقيقة عن هذا العالِم الجليل والشاعر الغزير عبديشوع الصوباوي، يبقى أثره بارزًا في تنشيط الدراسات اللاهوتية والقانونية وتوجيهها وتطويرها وبعثها عبر كتبه وبحوثه. هذه الإنتاجات التي «دبّجها يراعه بأسلوب متين سَلِس في مجالات شتى، جعلت آثاره بمنزلة موسوعة علمية يعود إليها الباحثون والمولعون بالعلوم السريانية»، كما جعلت مكانته في كنيسة المشرق تضاهي مكانة معاصره أبو الفرج بن العبري في الكنيسة السريانية.
يتناول بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو في مقدّمة ترجمته العربيّة لكتاب «الجوهرة» للصوباوي، شيئًا من السيرة الذاتيّة لـ«عبد يشوع بن مبارك بن يوسف بن داود الجزري، الذي أبصر النور أواسط القرن الثالث عشر» والذي «يُعدّ بجدارة، أحد أبرز أعلام كنيسة المشرق».
كان راهبًا ثم أسقفًا على أبرشية سنجار وبيت عربايي عام 1285، لكنّ «توقّد الذهن وحسن الإدارة وتنوّع النشاط» دعت البطريرك مار يابالاها الثالث المغولي (1283-1318) إلى ترقيته عام 1290 رئيسًا لأساقفة نصيبين وأرمينيا «ومن هنا أتاه لقب (الصوباويّ) أو (النصيبينيّ)»، وظلّ يشغل هذا الكرسي حتى وفاته عام 1318.
يقول عنه القس جبرائيل القرداحي في كتابه «الكنز الثمين في صناعة شعر السريان» إنّه «كان من الأئمة الأعلام في علم الكلام والمنطق وصناعة النظم والنثر السرياني والعربي، ومن الناس من يفضّله على سائر الشعراء السريان المتأخرين، وقومٌ يعدّونه في طبقة القديس أفرام من حيث نصاعة اللغة، وفصاحة الشعر».