رسالة البابا فرنسيس إلى مؤتمر هيروشيما: التزام استباقيّ لحماية كرامة الإنسان

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

بعث البابا فرنسيس رسالة إلى مؤتمر «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من أجل السلام» الذي عُقد في هيروشيما-اليابان يومَي 9 و10 يوليو/تموز الجاري، قال فيها: «نحن بحاجة إلى ضمان مساحة للتحكّم البشري الصحيح في الخيارات التي تتّخذها برامج الذكاء الاصطناعي، فكرامة الإنسان نفسها تعتمد على ذلك».

وذكّر الحبر الأعظم بكلماته للقادة السياسيين في قمّة مجموعة السبع: «يجب أن نتذكّر دائمًا أنّ الآلة يمكن أن تنتج، بوسائل جديدة، اختيارات خوارزميّة. تجري الآلة اختيارًا تقنيًّا من بين إمكانيات عدة استنادًا إمّا إلى معايير محدّدة جيدًا أو استنتاجات إحصائيّة. لكنّ البشر لا يختارون فحسب، بل هم في قلوبهم قادرون على اتّخاذ القرارات. القرار هو ما يمكننا أن نسمّيه عنصرًا أكثر استراتيجية للاختيار ويتطلّب تقييمًا عمليًّا. في بعض الأحيان، وغالبًا في ظلّ المهمّة الصعبة للحكم، يُطلب منا اتخاذ قرارات لها عواقب على كثيرين من الناس».

ثمّ أضاف أنّ أمام عجائب الآلات، التي تبدو وكأنّها تعرف كيفيّة الاختيار بشكل مستقل، يجب أن نكون واضحين جدًّا؛ فاتخاذ القرار، حتّى عندما نواجه جوانبه الدرامية والمستعجلة، يجب أن يُترك دائمًا إلى الشخص البشري. وأردف البابا: «سنحكم على الإنسانيّة بمستقبل بلا أمل إذا سلبنا الناس القدرة على اتخاذ قرارات حول أنفسهم وحياتهم، من خلال إدانتهم للاعتماد على اختيار الآلات».

كما عبّر فرنسيس عن تقديره لهذه المبادرة، وطلب من المشاركين أن يظهروا للعالم «أنّنا متّحدون بطلب التزام استباقي لحماية كرامة الإنسان في هذه الحقبة الجديدة من الآلات». وشدّد على ضرورة إعادة النظر في تطوير الأجهزة مثل «الأسلحة الذاتيّة القاتلة» وحظر استخدامها.

كما كرّر كلمته التي قدّمها إلى مجموعة السبع الشهر الماضي: «لا ينبغي لأي آلة أن تختار يومًا سلب حياة إنسان». وفي ختام رسالته أشار الأب الأقدس إلى أنّ الاعتراف بمساهمة الثروات الثقافيّة للشعوب والأديان في تنظيم الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لنجاح الإدارة الحكيمة للابتكار التكنولوجي. وتمنّى أنّ يصبح الجميع أدوات للسلام في العالم.

يُذكر أنّ قادة يمثّلون مختلف الأديان في العالم الشرقي (مثل البوذيّة، والهندوسيّة، والزرادشتيّة، والبهائيّة، وأديان أخرى عدة)، برفقة قادة الأديان الإبراهيميّة (المسيحيين واليهود والمسلمين)، وقّعوا على دعوة روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في حديقة السلام التذكاريّة في هيروشيما.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته