القدّيسة أوفيميا... «أنا مسيحيّة ولا شيء يفصلني عن محبّة المسيح»

القدّيسة أوفيميا القدّيسة أوفيميا | مصدر الصورة: i.pinimg/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسة الشهيدة أوفيميا في تواريخ مختلفة، منها 11 يوليو/تموز من كلّ عام. قدّيسة عرفت مختلف أنواع العذاب، وتوِّجت في النهاية بإكليل المجد الأبديّ.

أبصرت أوفيميا النور في النصف الثاني من القرن الثالث، في مدينة خلقيدونية التي تقع في آسيا الصغرى. ترعرعت وسط أسرة تقيّة عرفت كيف تغرس في وجدانها حبّ التقوى وأسمى الفضائل الروحيّة.

ولمّا أُضرمت نيران اضطهاد المسيحيّين في عهد الملك ديوكلتيانوس (284-305)، ألقى بركسوس حاكم آسيا الصغرى القبض عليها وعلى مجموعة من المسيحيّين وأمرهم بتقديم السجود لآلهة الأوثان، فرفضوا طلبه وأعلنوا إيمانهم القويم بالربّ يسوع بكلّ شجاعة. عندئذٍ عذبوهم بكلّ شراسة وطرحوهم بعدها في السجن.

أمّا أوفيميا فحاول ذلك الحاكم، وبسبب جمالها الساحر، التقرّب منها وملاطفتها، ولكنّ هذه البتول أكّدت له وبكلّ جرأة، قائلة: «أنا مسيحيّة لا شيء يمكنه أن يفصلني عن محبّة المسيح». حينئذٍ، غَضِبَ الحاكم وأمر بتعذيبها من دون رحمة، فوضِعت أوّلًا على دواليب مُسَنَّنَة حتى تمزّق جسدها وسالت دماؤها، إنما الله أنقذها وشفى جراحها.

ومن ثمّ تابع الوالي تعذيبها، فأمر بجلدها ورميها في النيران الملتهبة، ولكنّ أوفيميا ظلّت ثابتة في إيمانها القويم لا تهاب الاستشهاد من أجل عريسها السماويّ. وبعدها رُميت للوحوش المفترسة الجائعة، فجاءت إليها وانحنت أمامها كأنّها تطلُب صداقتها.

وبعدما عرفت هذه القدّيسة مختلف أنواع الآلام، وانتصرت عليها بقوّة المسيح، مؤكّدةً أنّ نعمة الله التي تُعانق روحها أقوى من كلّ عمل شرير، تُوّجت بإكليل المجد الأبديّ في مطلع القرن الرابع.

لِنُصَلِّ مع هذه القدّيسة الشهيدة، كي نتعلّم على مثالها كيف ننتصر على كلّ محنة بقوّة المسيح ونعمته إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته