أربيل, الجمعة 12 يوليو، 2024
لم تحظَ حياة المسيح على الأرض باهتمام المؤمنين به فحسب، بل كان يسوع إحدى أكثر الشخصيّات تأثيرًا على العالم بأسره، إن لم يكن أكثرها. فصبّ علماء الآثار والاجتماع واللغة واللاهوتيون والفلاسفة وسواهم اهتمامًا خاصًّا لدراسة هذه الشخصيّة المتميّزة من جوانب عدّة، منها اللغة -أو اللغات- التي تكلم بها يسوع. فهل ما زالت تلك اللغة حيّةً؟ وهل ثمّة من يتحدّث أو يصلّي بها؟
تابعت «آسي مينا» هذا الموضوع مع الأب سامر هندو، الكاهن في أبرشيّة كركوك والسليمانيّة الكلدانيّة. فأوضح أنّ المفسرّين والباحثين استنتجوا عبر دراساتهم أنّ الربّ يسوع تحدّث بالآراميّة بلهجتها الجليليّة، منطلقين من المحيط الذي خالطه وخدم فيه.
وشرح أنّ لهجة تلاميذه كانت آراميّةً جليليّة أيضًا «فمن لهجته، عرف المجتمعون في دار رئيس الكهنة أنّ بطرس جليليّ (مت 26: 73). كما اندهش الحاضرون في العنصرة إذ سمع كلّ واحدٍ منهم الرسل يتكلمون بلغته وتساءلوا: "ألَيْسَ جَمِيعُ هؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟"».
واستدرك هندو: «وفقًا للمعطيات التاريخيّة، كان يسوع الناصريّ يعرف ثلاث لغات تتناسب مع سياق عصره: اللغة الأمّ (الآرامية)، واللغة الطقسيّة والعلميّة (العبرية)، واللغة العالميّة (اليونانية). ولا شكّ أنّه كان يستخدم إحداها، بالتناوب، وفقًا لاحتياجات خدمته».