البطريركيّة اللاتينيّة تدين استهداف مدرسة العائلة المقدّسة في غزة

من الدمار الذي لحق بمدرسة العائلة المقدّسة في غزة بعد تعرّضها للقصف من الدمار الذي لحق بمدرسة العائلة المقدّسة في غزة بعد تعرّضها للقصف | مصدر الصورة: وكالة وفا

أعربت البطريركية اللاتينية في القدس، في بيان صادر عنها، عن «قلقها البالغ إزاء الأنباء عن الغارات التي شنها، على ما يبدو، الجيش الإسرائيلي على مدرسة العائلة المقدّسة» في غزة صباح الأحد. وأكدت أنّها تتابع الموقف، «حيث أظهرت الصور والتقارير الإعلامية من المكان مشاهد لسقوط ضحايا من المدنيين، ولدمار في المكان».

وجاء في البيان: «تدين بطريركية اللاتين في القدس بأشد عبارات الإدانة استهداف المدنيين أو أي أعمال عدائية لا تهدف إلى ضمان بقاء المدنيين خارج مسرح القتال».

على الرغم من أنّ مدرسة العائلة المقدّسة تعود ملكيتها إلى البطريركية اللاتينية في القدس، كانت منذ بداية الحرب ملاذًا لمئات المدنيين. وجدير بالذكر أنّه لا يقيم أيّ من الكهنة في المدرسة.

وتابع البيان: «نواصل الصلاة من أجل رحمة الربّ ونأمل أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق يضع حدًّا فوريًّا لحمامات الدم المروعة والكارثة الإنسانية في المنطقة».

منشور للأب جبرائيل رومانيلي، كاهن رعية العائلة المقدّسة للاتين-غزة . مصدر الصورة: صفحة الأب جبرائيل رومانيلي
منشور للأب جبرائيل رومانيلي، كاهن رعية العائلة المقدّسة للاتين-غزة . مصدر الصورة: صفحة الأب جبرائيل رومانيلي

وقال الأب جبرائيل رومانيلي، كاهن رعية العائلة المقدّسة للاتين-غزة، مساء الأحد عبر صفحته في فيسبوك: «نحن بخير. الوضع صعب جدًّا. نصلّي من أجل السلام».

وتجدر الإشارة إلى أنّ صورة الوضع وتفاصيل هذه الغارات غير واضحة حتى الآن، وذلك بسبب صعوبة التواصل مع السكان في غزة.

الرواية الإسرائيليّة

من جهة ثانية، ذكر موقع «واي نت» الإسرائيلي، نقلًا عن الجيش الإسرائيلي أنّ «يوم الأحد أقدم سلاح الجو الإسرائيلي على ضرب مجمّع كان الإرهابيون داخله يعملون ويختبئون في منطقة مبنى مدرسة في مدينة غزة».

وأضاف الموقع: «نُفِّذت الضربة باستخدام معلومات استخباراتية؛ في الوقت نفسه، ضرب الجيش منشأة تصنيع أسلحة تابعة لحماس كانت مدمجة في منطقة المدرسة. قبل الضربة، اتُّخذت خطوات عدة للحدّ من خطر الإضرار بالمدنيين، بما في ذلك استخدام المراقبة الجوية الدقيقة والمعلومات الاستخباراتية الإضافية».

وتأتي هذه الغارة في وقت أسفر هجوم إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين وتديرها الأمم المتحدة في مخيم النصيرات، إلى مقتل 16 شخصًا كما أفادت وزارة الصحة في غزة. وندّدت الأمم المتحدة بهذا الهجوم. في حين، قالت إسرائيل إنّ «هذا الموقع كان يُستخدم مخبأً وبنية تحتية عملياتية لتنفيذ هجمات ضد جنودها».

في الموازاة، تعرض المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) لإغلاق قسري من قبل الجيش الإسرائيلي. ويأتي هذا الإغلاق في وقت حرج إذ تطّرد الحاجة إلى خدمات الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمصابين.

وقد عبّر رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في القدس حسام نعوم عن احتجاجه الشديد على هذا الإجراء، مؤكّدًا أهمّية استمرار تقديم الرعاية الصحية في أوقات الحرب والمعاناة الكبيرة. وقال: «نناشد القوات الإسرائيلية السماح لنا بمواصلة خدمتنا المقدسة في الرعاية الطبية».

يذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تُستهدَف فيها الكنائس والمؤسسات المسيحية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. إذ سبق وقُصف مستشفى المعمداني ومبنى كنيسة القديس برفيريوس، ما أسفر عن سقوط 18 مواطنًا مسيحيًّا و10 مفقودين من أصل 86 شخصًا كانوا في المبنى.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته