بيروت, السبت 6 يوليو، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس سيسويص في 6 يوليو/تموز من كلّ عام. هو من سار على خُطى القدّيس أنطونيوس الكبير، فتكلَّلتْ حياته بالصمت والتأمّل وعيش الوحدة وممارسة الصوم والتقشّف طوال حياته.
أبصر سيسويص النور في مصر، في النصف الأوّل من القرن الرابع. تخلّى عن مجد الأرض، وقرّر تكريس ذاته بكلّيتها للمسيح. انطلق إلى برّية الإسقيط، ناشدًا السيرة النسكيّة. ولكن لمّا أحسّ بازدحام الناس من حوله، هرب إلى جبل القدّيس أنطونيوس الكبير، سائرًا على خطاه.
فكان يحيا الصمت والتأمّل والتقشّف، ولا يأكل غير مرّة واحدة كلّ يومين، يتناول قليلًا من الحشائش والبقول. وحين ذاع صيت فضائله، أتى إليه كثيرون يطلبون التتلمُذ على يده، فتخلّى مجبرًا عن حبّه للصمت والوحدة وخرج يعلّمهم باسم المحبّة والخدمة، ولكنّ قلبه ظلّ يلهج دائمًا بالله بصمت وخشوع.
وغمر هذا القدّيس الجميع بصلاته ونصائحه. ويُروى أنّ أحد الرهبان تَخاصمَ مع صديقه، فعزم على الثأر منه. لكنّ سيسويص الناسك نَصَحَه بأن يغفر لصديقه، فلم يستجب إليه. عندئذٍ، أخذ سيسويص يصلّي فوق رأسه، قائلًا: «لا تغفر لنا ذنوبنا، كما نحن لا نغفر لمن أخطأ إلينا». ولحظة سمع الراهب هذا الكلام خجل من نفسه، وأخذ يُقَبِّل يدَي القدّيس ويستغفره، صافحًا لأخيه.