بيروت, الأربعاء 3 يوليو، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس إيرونيموس في تواريخ مختلفة، منها 3 يوليو/تموز من كلّ عام. هو قديس الصلاة والتقشّف والدفاع عن المعتقد الكاثوليكي بلسانه وقلمه.
ولِدَ إيرونيموس في مدينة سيريدو قرب أكويلا-إيطاليا في القرن الرابع. نشأ وسط أسرة ثريّة وتقيّة. وحين أنهى دروسه الابتدائيّة، أرسله والده إلى روما، ليكمل دراسته على أيدي أشهر أساتذتها، فتفوّقَ في الفصاحة والبيان، ودرس اللغتين اليونانيّة واللاتينيّة. وفي شبابه عرف تجربة الانزلاق في موطن الأهواء، ولكنه رجعَ في النهاية إلى أعماقه تائبًا. فانكبّ بعدها على المطالعة والكتابة ودراسة الكتب المقدّسة، ناشدًا الزهد والعبادة.
هجر إيرونيموس وطنه لأسباب عائليّة. وعكف على الصلاة والتأمّل وقراءة الإنجيل وممارسة التقشّف، في برّية خلقيس، شرقي أنطاكيا. وبعد خمس سنوات، رسمه البطريرك بولينس كاهنًا في أنطاكيا. كما مضى إلى القسطنطينيّة، وتعمَّقَ هناك في التعاليم اللاهوتيّة للقديس غريغوريوس النزينزي.
وبرع في دراسة اللغتين العبرانيّة والكلدانيّة، بهدف استيعاب معاني الأسفار المقدسة. وحين جعله البابا داماسيوس كاتبًا له، أسند إليه مهمة إعداد ترجمة لاتينيّة رسميّة للكتاب المقدّس، يعتمد عليها. فانطلق إيرونيموس بترجمة العهد القديم من العبريّة مباشرة، والعهد الجديد من اليونانيّة مباشرة، ودُعيت ترجمته هذه بالفولجاتا أي العامة.