قدّيس قدّم أوّل ترجمة شاملة للإنجيل بمنهجيّة واضحة

القدّيس إيرونيموس القدّيس إيرونيموس | مصدر الصورة: Adam Jan Figel/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس إيرونيموس في تواريخ مختلفة، منها 3 يوليو/تموز من كلّ عام. هو قديس الصلاة والتقشّف والدفاع عن المعتقد الكاثوليكي بلسانه وقلمه.

ولِدَ إيرونيموس في مدينة سيريدو قرب أكويلا-إيطاليا في القرن الرابع. نشأ وسط أسرة ثريّة وتقيّة. وحين أنهى دروسه الابتدائيّة، أرسله والده إلى روما، ليكمل دراسته على أيدي أشهر أساتذتها، فتفوّقَ في الفصاحة والبيان، ودرس اللغتين اليونانيّة واللاتينيّة. وفي شبابه عرف تجربة الانزلاق في موطن الأهواء، ولكنه رجعَ في النهاية إلى أعماقه تائبًا. فانكبّ بعدها على المطالعة والكتابة ودراسة الكتب المقدّسة، ناشدًا الزهد والعبادة.

هجر إيرونيموس وطنه لأسباب عائليّة. وعكف على الصلاة والتأمّل وقراءة الإنجيل وممارسة التقشّف، في برّية خلقيس، شرقي أنطاكيا. وبعد خمس سنوات، رسمه البطريرك بولينس كاهنًا في أنطاكيا. كما مضى إلى القسطنطينيّة، وتعمَّقَ هناك في التعاليم اللاهوتيّة للقديس غريغوريوس النزينزي.

وبرع في دراسة اللغتين العبرانيّة والكلدانيّة، بهدف استيعاب معاني الأسفار المقدسة. وحين جعله البابا داماسيوس كاتبًا له، أسند إليه مهمة إعداد ترجمة لاتينيّة رسميّة للكتاب المقدّس، يعتمد عليها. فانطلق إيرونيموس بترجمة العهد القديم من العبريّة مباشرة، والعهد الجديد من اليونانيّة مباشرة، ودُعيت ترجمته هذه بالفولجاتا أي العامة.

انتقل إيرونيموس إلى فلسطين، واستقرّ نهائيًّا في بيت لحم، فأمضى وقته في الصلاة وعيش التقشّف. ومن ثمّ أكمل هناك ترجمته للكتاب المقدّس، مقدّمًا أوّل ترجمة شاملة للإنجيل بمنهجيّة واضحة، وما زال مسيحيو العالم يعتمدون على ترجمته حتى اليوم.

كما تميّز طوال حياته بدفاعه عن المعتقد الكاثوليكي القويم بلسانه وقلمه، تاركًا مؤلفات قيّمة للكنيسة. وأخيرًا، رقد بسلام في الربع الأوّل من القرن الخامس.

يا ربّ، علّمنا كيف نسير على مثال هذا القدّيس، فندافع عن إيماننا المسيحيّ، ونشهد له بالقول والعمل الصالح وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته