البابا فرنسيس: الله لا يخجل منّا ولا يحكم علينا

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، من المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، ألّا ينسوا أوكرانيا الممزّقة، وفلسطين وإسرائيل، وميانمار، وأماكن أخرى حيث يعاني كثيرون بسبب الحرب.

وفي اليوم الأخير من شهر يونيو/حزيران، قال الحبر الأعظم: «نطلب من القلب المقدّس ليسوع أن يلمس قلوب الذين يريدون الحرب، كي يتحولوا إلى مشاريع حوار وسلام».

وشرح فرنسيس قبل الصلاة معجزتَين متشابكتَين مع بعضهما بعضًا. كان يسوع ذاهبًا إلى بيت يايرس، أحد رؤساء المجمع، إذ كانت ابنته مريضة بشكل خطير؛ وفي الطريق لمست امرأة نازفة عباءته فتوقّف ليشفيها. في هذه الأثناء، أعلنوا أنّ ابنة يايرس ماتت، لكنّ يسوع لم يتوقف، بل وصل إلى البيت ودخل غرفة الفتاة وأخذها بيدها وأقامها، فأعادها إلى الحياة.

يُروى هذان الشفاءان في حلقة واحدة. كلاهما يحدث من خلال الاتصال الجسدي. في الواقع، تلمس المرأة عباءة يسوع وهو يأخذ بيد الفتاة. وسأل البابا فرنسيس: «لماذا هذا اللمس مهمّ؟ لأنّ هاتين المرأتين -واحدة لأنّها تنزف والأخرى لأنّها ميتة- تُعَدّان نجستَين، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك اتصال جسدي معهما». وأضاف أنّ مع ذلك، سمح يسوع لهما بلمسه كونه لا يخاف من اللمس.

وأردف الأب الأقدس: «قبل الشفاء الجسدي، يضع يسوع تحت المجهر مفهومًا دينيًّا مغلوطًا، وهو أنّ الله يفصل بين الطاهر والنجس. بدلًا من ذلك، الله لا يفعل هذا الفصل، لأنّنا جميعًا أبناؤه، والنجاسة لا تأتي من الأطعمة أو الأمراض أو حتّى الموت، بل من قلب نجس».

ثمّ شرح فرنسيس أنّ أمام معاناة الجسد وجراح الروح، والمواقف التي تسحقنا، وحتّى أمام الخطيئة، الله لا يبقينا على مسافة، لا يخجل منّا، لا يحكم علينا؛ بالعكس، يقترب لنلمسه ويلمسنا، ودائمًا يرفعنا من الموت: «دائمًا يأخذنا بأيدينا ليقول لنا: ابنتي، ابني، انهضا!».

وزاد الحبر الأعظم: «الله هو من يمسك بيدك ويرفعك، من يسمح لك بأن تلمسه بألمك ويلمسك ليشفيك ويعيد إليك الحياة. لا يميّز أحدًا لأنّه يحبّ الجميع».

وفي ختام كلمته دعا البابا فرنسيس إلى التساؤل: هل نؤمن بأنّ الله هكذا؟ هل نسمح للربّ بأنّ يلمسنا، بكلمته، بحبّه؟ هل ندخل في علاقة مع الإخوة ونقدّم لهم يد العون ليقوموا، أم نبقى على مسافة ونصنّف الناس بناءً على أذواقنا وتفضيلاتنا؟

ثمّ طلب من المؤمنين أنّ ينظروا إلى قلب الله: «لأنّنا نحتاج إلى كنيسة ومجتمع لا يستبعدان أحدًا، لا يعاملان أحدًا على أنّه نجس، لأنّ كلّ فرد، بقصّته الخاصّة، يجب أن يُحتَضن ويُحَبّ من دون تسميات وأحكام مسبقة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته