بيروت, السبت 29 يونيو، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسَيْن بطرس وبولس في 29 يونيو/حزيران من كل عام. هما من سيبقى استشهادهما دافعًا للثبات في الرسالة والشهادة المسيحيّة للخير والحبّ والخلاص.
القدّيس بطرس، هو أحد تلاميذ الربّ يسوع الاثني عشر، المعروف أيضًا باسم «صفا» (يو 1: 42). وقد عرف بطرس تقلبات شتّى بين القوّة والضعف، لكنّ الربّ يسوع ظلّ مرشده الأمين وإلهه المحبّ. وبعدما اعترف بطرس بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ، طوَّبه سيّده قائلًا له: «أنت صخر وعلى الصخر هذا سأبني كنيستي، فلن يقوى عليها سلطان الموت. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فما ربطته في الأرض ربط في السموات. وما حللته في الأرض حلّ في السموات» ( متى 16: 18، 19).
وقد أنجز بطرس الرسالة التي عهد المسيح إليه بها بكلّ أمانة وحبّ (يو 21: 15-17). وأخيرًا، استشهد هذا الرسول مصلوبًا ورأسه إلى الأسفل لأنّه اعتبر نفسه غير مستحق الموت كما مات المسيح.
أمّا بولس الرسول، فهو أكبر مثال لعمل نعمة الله ومفعولها في أرض الإرادة الجيدة، بعدما كان يضطهد المسيحيّين. إذ أخذ رسائل من رئيس الكهنة، مُنطلقًا إلى مجمع دمشق: «حتى إذا وجد أناسًا من الطريق رجالًا أو نساءً يسوقهم موثقين إلى أورشليم» (أع 9: 2). لكنّه ارتدّ بقوّة المسيح، وأصبح أعظم مبشّر في الكنيسة، وطاف العالم مقتحمًا التحدّيات والأخطار، برًّا وبحرًا، لا يهاب الاستشهاد في سبيل مَن بذلَ ذاته من أجله، فمات مقطوع الرأس.