بيروت, السبت 16 أبريل، 2022
المسيح قام! حقًّا قام!
1.مع إخواني السادة المطارنة الأجلّاء وأسرة الكرسي البطريركيّ أحيّي وأقدّم التهاني بعيد فدائنا وتبريرنا، بموت المسيح مخلّص العالم وقيامته، وأعرب عن أخلص التمنيات بفيض الخير والنعم لقدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامات، والإقليميّين والإقليميّات، ومن خلالهم وخلالهنّ للرهبانيّات الرجاليّة والنسائيّة الجليلة ولجميع أعضائها. أشكركم على هذه العادة الحميدة التي نلتقي فيها سنويًّا للصلاة وإعلان رسالة الفصح وتبادل التهاني، رغم الغصّة في القلوب لحالة شعبنا ووطننا. أشكر الأخت نيكول حرّو على كلمة المعايدة باسمكم جميعًا. وأودّ معكم أن نوجّه تهانينا وتحيّاتنا إلى أبرشيّاتنا ورهبانيّاتنا في النطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار، مجدّدين أساس إيماننا: المسيح قام! حقًّا قام.
2.عندما قام الربّ يسوع من الموت، كما روى متى الإنجيليّ، وحدثت زلزلة عظيمة، ارتعد خوفًا حرّاس القبر، إذ شاهدوا ملاكًا منظره كالبرق، ولباسه كالثلج أبيض، دحرج الحجر عن الباب وجلس عليه، وأعلن للمرأتين أنّ يسوع قام، وأسرعوا إلى المدينة وأخبروا عظماء الكهنة والشيوخ، فاجتمعوا وتشاوروا، وأعطوا الحرس فضّة كثيرة وقالوا لهم: "قولوا أنّ تلاميذه جاؤوا ليلًا وسرقوه، ونحن نيام، أما الوالي فتدبّر أمره" (راجع متى 28: 3-4، 11-13). مساكين هؤلاء الحرّاس: وحدهم شاهدوا حدث القيامة، وكانوا أوّل شهودها. وبرشوة المال كذّبوا أعينهم والحقيقة. يا للكرامة المهدورة! بل مساكينٌ بالأكثر الذين ارتشوهم!
إنّها مأساة رشوة الضمائر بالمال الفاسد، ومأساة الكذب الذي يحاول طمس الحقيقة، ولكن إلى حين. مأساة مزدوجة تتكرّر كلّ يوم، ولا سيّما من جهة المقتدرين والنافذين ومستغلّي السلطة. هذا فضلًا عن رشوة الوظيفة والسلطة والنفوذ.