بارولين في بكركي: نأمل تعاون الجميع لإيجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه

بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

يواصل أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين محطّات رحلته إلى لبنان والتي تمتدّ حتّى صباح الخميس. وفيما يحفل برنامجه بلقاءاتٍ ونشاطاتٍ روحيّة واجتماعيّة، لا تغيب عنه المحطّات ذات البُعد السياسي الدبلوماسي.

اليوم، كانت واحدة من أبرز محطّات الرجل الفاتيكانيّ الرفيع: بكركي. هناك، أعدّ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الأرضيّة للقاءٍ جامع مع رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، فضلًا عن رؤساء الأحزاب المسيحيّة وممثلين عنهم.

وشدد بارولين في خلال اللقاء على أنّ «النموذج اللبناني يجب الحفاظ عليه في هذه المنطقة التي تشهد أكثر من صراع». وأمل «تعاون الجميع للوصول إلى مخارج للأزمة وإيجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه».

بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

وقال: «أنا سعيد بالدعوة التي وجّهها لي صاحب الغبطة وسعيد بوجودي معكم اليوم، وأحيّي جميع الحضور من مقامات روحية ودينية ورؤساء أحزاب وطوائف، كما أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان؛ لبنان الذي لطالما حظي باهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكوّناته من العيش معًا والعمل من أجل خيره».

وأضاف بارولين: «اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا في محاولة للمساعدة في التوصّل إلى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة إرساء حلول تناسب الجميع. وأتمنى أن نتمكّن جميعنا اليوم من التوصّل إلى حلّ للأزمة الراهنة».

بدوره، قال الراعي: «نحن سعداء بهذا اللقاء، بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جدًّا، وأتمنى أن نطلق تذكيرًا بأهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرَين على تحملها. كما نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كلّ الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له وهذا يعطينا أملًا نحن في أمسّ الحاجة إليه؛ فنحن أبناء الأمل والرجاء». بعدها، أقام الراعي مأدبة غداء على شرف بارولين والحضور.

بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

ترؤّس قدّاس «فرسان مالطا»

إلى ذلك، ترأس بارولين مساء أمس القداس الإلهي لسفارة منظّمة مالطا ذات السيادة وجمعية فرسان مالطا اللبنانية بمناسبة عيد القديس يوحنا المعمدان شفيع المنظمة، في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين-بيروت.

وفي عظته اعتبر بارولين أنّ «لبنان يتألم من فراغ كبير، وانتقاص من الحياة المسيحية خصوصًا أنّ لصوت رئيس الجمهورية وزنًا في الشرق الأوسط». ودعا المسؤولين إلى انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن لتهدئة الوضع ولتخطي الصعوبات الحالية.

وتابع: «يجب أن نتبع ما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن جهد الأفراد من خلال حبّهم للمسيح ولكنيسته، وإسهامهم في الوصول إلى ثمار عدة للحياة الكهنوتية والمجتمع اللبناني كاملًا؛ فلبنان وجباله الشامخة التي شهدت على ولادة ضوء الشعوب وأمير السلام، بإمكانه أن يزهر من جديد وهكذا يمارس دعوته بصفته بلد النور لشعوب المنطقة وهو علامة من علامات السلام التي أرسلها الله إلينا. وهكذا تحتفل الكنيسة في هذا البلد بسعادة ربّها».

بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
بارولين في بكركي للمشاركة في لقاءٍ روحيّ سياسيّ موسّع بدعوة من الراعي. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

زيارة المسنّين

كما تفقّد بارولين برفقة السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، مراكز منظمة مالطا في قضاء زغرتا (شماليّ لبنان). فزار بيت العناية الالهية للعجزة في بلدة كفرياشيت-زغرتا، حيث استُقبل بالزغاريد والورود. ومن ثم أقام صلاة خاصة في كنيسة المأوى. وتمنّى في كلمة له «التوفيق والنجاح والبركة للقيّمين على الدار والذين يسعون إلى إدخال الفرح والطمأنينة والسعادة الى نفوس المسنين الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من العمر وهم نزلاء في هذه المؤسسة الإنسانية».

وفي ختام زيارته، أعطى بارولين كلّ نزيل ونزيلة مسبحة مباركة من البابا فرنسيس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته