روما, الاثنين 24 يونيو، 2024
في مثل هذا اليوم من العام 1967 صدر المنشور البابوي «ساكيردوتاليس كايليباتوس». وحتّى الآن هو آخر منشور رسولي كرّسه حبر أعظم بالكامل للعزوبة الكهنوتيّة. أراد البابا بولس السادس من خلاله أن يؤكّد -بعمل كهنوتي موثوق به- الصلاحية الدائمة للعزوبة الكنسيّة.
في هذا المنشور، شدّد البابا بولس السادس على أهمّية العزوبة كممارسة أساسيّة ضمن تقاليد الكنيسة. وذكر أنّ الكنيسة حافظت على البتوليّة الكهنوتيّة عبر القرون «كجوهرة لامعة». وتابع: «إذا كان تشريع الكنيسة الشرقية يختلف في مسألة البتوليّة الكهنوتيّة، كما حُدِّد نهائيًّا في مجمع ترولو المنعقد عام 692 والذي اعتُرِف به بوضوح من قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، فهذا بسبب الخلفيّة التاريخيّة المختلفة لهذا الجزء النبيل من الكنيسة والتي أثّر فيها الروح القدس بشكل إلهي وتدبيري».
وحدّد بولس السادس ثلاثة معانٍ للعزوبة: المعنى الكريستولوجي، والمعنى الكنسي، والمعنى الإسكاتولوجي. في المعنى الكريستولوجي، يتعيّن على الكاهن أن ينظر إلى المسيح باعتباره الكاهن المثالي الأبدي. فكما أنّ المسيح كرّس حياته لخدمة أبيه وجميع الناس، على الكاهن أن يكرّس نفسه تكريسًا كاملًا لخدمة رسالة الربّ.
وفي المعنى الكنسي، كما أنّ المسيح كان متّحدًا كلّيًّا بالكنيسة، فالكاهن من خلال عزوبته يربط حياته بالكنيسة. تتيح العزوبة للكاهن حرّية ومرونة أكبر في أداء عمله الراعوي. أمّا في المعنى الإسكاتولوجي، فترسم حياة العزوبة الحرّية التي سيتمتع بها الكاهن في السماء عندما يتّحد مع الله اتّحادًا تامًّا كابن له.