حلب, الأحد 23 يونيو، 2024
يعود تاريخ كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك إلى القرن الأول، أي مع نشأة المسيحية. أما في التاريخ الحديث، فقد تأسست هذه الكنيسة الأنطاكيّة كطائفة مستقلة قبل 300 سنة، منذ أعلنت اتحادها مع الكرسي الرسولي في روما. وكان لحلب، التي يمكن اعتبارها مع بيروت عاصمة للكثلكة في الشرق، دور محوريّ في نشأة هذه الطائفة وصعودها.
ازدهرت حلب في القرون الأولى من العصر العثماني، وفي هذه الفترة عادت الحركة الرهبانيّة إلى الحياة بعد انقطاع طويل، بفضل الحلبيّين الملكيّين والموارنة السريان، ناقلين إيّاها إلى جبل لبنان. هذه الحركة تحديدًا كانت الممهّد الرئيس لشركة كرسي أنطاكيا الملكي مع نظيره في روما، والتي أُعلن عنها محلّيًّا عام 1724 وحصلت فعليًّا بعد خمسة أعوام.
نجد أول اهتمام جدّي من قبل روما بالشرق مع البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي انتدب كاهنًا دومينيكانيًّا مالطيًّا يُدعى ليونار أبيلا إلى حلب ليسعى من أجل الاتحاد، فاجتمع مع البطريرك الأنطاكي المستقيل ميخائيل السابع نحو العام 1593. بعد مباحثات، وقّع البطريرك صورة الإيمان الكاثوليكيّة ووعد بالسعي إلى إعادة الاتحاد، لكنّه توفي قبل تحقيق أيّ خطوة ملموسة.
وبعد أعوام عدة، تمكّن الأب ليونار من إقناع أسقف حلب ملاتيوس كرمة (1612-1634) بالاتحاد، لكنّه عندما ارتقى إلى السدّة البطريركيّة عام 1634 (حاملًا اسم أفتيموس الثاني)، وافته المنية في العام التالي.