سينودس الروم الكاثوليك يختتم أعماله... تحذيرٌ من مخطّط لإفراغ الشرق من شبابه

من السينودس السنويّ لكنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك في المقرّ البطريركي-الربوة، لبنان من السينودس السنويّ لكنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك في المقرّ البطريركي-الربوة، لبنان | مصدر الصورة: الوكالة الوطنيّة (اللبنانيّة) للإعلام

اختتم السينودس السنوي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أعماله عصر اليوم. وترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي جلسة السينودس الختامية، بعد خمسة أيام من الأعمال في المقر البطريركي-الربوة، لبنان.

وأصدر المجتمعون بيانًا ختاميًّا تلاه أمين سرّ السينودس المطران نيقولا أنتيبا. وعبّر الآباء في البيان عن «استنكارهم الشديد لحالة السبات الضميري المهيمن على رؤساء المجتمع الدولي الذي يقف عاجزًا أمام مشاهد القتل الجماعي المخزية في غزة ورفح».

كما عبّروا عن «تضامنهم الشديد مع أبنائنا في أبرشياتنا الملكية في صيدا وصور ومرجعيون والجليل الذين يتعرضون للتهجير القسري بسبب الأعمال الحربية». ودانوا «أشكال العنف واللجوء إلى القوة، من أجل حل الأزمات، واعتماد أسلوب التعدي، وترهيب المواطنين، ضد الفئة المسيحية من الشعب، في السودان، ومحاصرتهم في لقمة عيشهم».

وأشاروا إلى «خطورة المخطط القائم على إفراغ الشرق من فئة الشباب، كما يجري في سوريا، ولبنان، والعراق، على نحو بارز، وإلى سلب بلدانه حيوية النهوض مجددًا». كما شجب المطارنة «هرطقة المضي قدمًا في إبقاء الخلل قائمًا، بحجة عدم الوصول إلى وفاق، بينما أبناء الأوطان يُتركون لأنفسهم كي يتدبروا أمورهم».

بعد ذلك، توقف الآباء على الفراغ الدستوري في لبنان الذي «استمر طويلًا وترك ذيولًا وآثارًا سلبية على حياة الناس ولقمة عيشهم وحقهم في الاستشفاء والوصول إلى مدخراتهم المحتجزة عن غير حق». ودعوا المسؤولين إلى «يقظة ضمير والمبادرة إلى انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت».

وأضاف البيان: «في ما يتعلق بأوضاع أبنائنا في سوريا، أشار آباء السينودس إلى خطورة الحصار الاقتصادي المفروض تعسفًا على البلاد، ما أدّى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية ودفع كثيرين من السوريين إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل».

الأعمال المجمعيّة

على صعيد الأعمال المجمعية، عرضت اللجنة المختصة نشاطات الذكرى المئوية الثالثة لإعلان الشركة الكنسية بين البطريركية الملكية الأنطاكية وكنيسة روما. كما أنهى المطارنة دراسة الشرع الخاص، وعمدوا كذلك إلى تشكيل لجان سينودسية جديدة في هذه الدورة بعدما استوفت اللجان القديمة مدة عملها. وانتخبوا المطران إيلي-بشارة حداد مشرفًا على العدالة، والمطرانَين جورج اسكندر ويوسف متى عضوَين للمحكمة السينودسية.

وأولوا التنشئة الإكليريكية اهتمامًا خاصًّا حتى تأتي مستكملةً لمتطلبات الحاجات الراعوية. وعلى الصعيد الليتورجي، استمعوا إلى شرح مستفيض يدور حول مشروع يجري إدراج نصوص إنجيلية، بموجبه، على نحو متناوب في سلسلة الأناجيل المعينة، لكلّ أحد من آحاد السنة الطقسية، وأحالوه إلى الدراسة.

مكاتب للشبيبة

ثمّن الآباء عمل أعضاء لجنة الشبيبة البطريركية رغم جميع الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة. وشددوا على ضرورة إنشاء مكاتب للشبيبة في الأبرشيات لتسهيل التواصل والتعاون وبناء برامج مشتركة في ما بينهم وبين اللجنة البطريركية. كما شكروا اللجنة على تأجيل عقد مؤتمر الشبيبة الملكي العالمي بسبب الأوضاع الأمنية، داعين الشبيبة إلى المشاركة في المؤتمر المقبل في يونيو/حزيران 2025.

ولمّا كانت السنة المقبلة هي سنة اليوبيل المئوي الثاني لخميس الجسد الإلهي الذي يُحيي ذكرى الأعجوبة التي خلّصت مدينة زحلة من وباء الطاعون عام 1825، قرر آباء السينودس بالإجماع عقد السينودس المقبل في زحلة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته