أربيل, السبت 22 يونيو، 2024
يحظى موضوع القداسة بمكانة مهمّة وأساسيّة في الحياة المسيحيّة. وارتباطه جذريٌّ بحياة الكنيسة عبر لاهوتها وتاريخها وإرثها الليتورجيّ.
يشرح الأب منتصر حدّاد النائب الأسقفيّ العام لأبرشيّة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في الولايات المتّحدة الأميركيّة في حديثٍ خاصّ لـ«آسي مينا» كيف يحصر بعضهم معنى المقدّس ضمن حدود الكمال، واللاخطيئة، والطهارة والنقاء التامَّين. ويتمّ ذلك عبر فهمٍ جامد، ستاتيكيّ، لا يعبّر عن سعي المؤمن المتوجِّه نحو الله باحثًا عن القداسة.
ورأى أنّ مفاهيم كـ«مقدَّس، وقدّوس، وقدّيس» تؤدّي معنَيَين يعتمد أحدهما على الآخر. الأوّل بمعنى المنفصِل، المختلف تمامًا، القائم بذاته ولا شبيه له في الموجودات، وهو الله القدّوس ومنبع كلّ قداسة. والثاني بمعنى المختلِف، المميَّز، المفروز، وهذا يستمدّ حقيقته من الأوّل.
وشرح حدّاد أنّ قداسة الإنسان أو الأشياء تعني أنّها مميّزة مفروزة، وتكتسب قداستها من الله القدّوس ومنبع كلّ قداسة. وهكذا، يحاول الإنسان محاكاة طبيعة الله القدّوس، كي يتقدّس هو ويقدّس الخليقة من حوله.