للمرّة الأولى، يُعرض عمل فنّي فريد ليسوع المسيح موقّع باسم الفنان السريالي سلفادور دالي في روما، وتحديدًا في كنيسة سان مارسيلو الكورسو.
هو الحدث الثالث ضمن سلسلة «اليوبيل ثقافة». العمل عبارة عن لوحة مفعمة بالرمزية والغموض، أثارت إعجاب الجماهير منذ ظهورها الأول عام 1951، وتستمر في استلهام التأمّل والدهشة في قلوب المشاهدين وعقولهم.
من هو سلفادور دالي؟
سلفادور دالي، فنان سريالي إسباني، معروف بتصويره الحيوي والغريب الذي يغوص في العقل الباطني. على الرغم من بداياته السريالية التي تأثّرت بشدّة بموضوعات «فرويدية»، شهدت رحلة دالي الفنّية تحوّلًا كبيرًا قرابة سنّ الخامسة والأربعين عندما عاد إلى إيمانه الكاثوليكي. وكان هذا الصحو الروحي مدفوعًا بتفاعله مع كتابات القديس يوحنا الصليب.
في العام 1949، وفي مقابلة خاصّة مع البابا بيوس الحادي عشر، عرض دالي لوحته، «مادونا بورت ليغات» لمريم العذراء والطفل يسوع. وفي العام 1960، كلّفه «الجيش الأزرق لسيدة فاطيما» برسم رؤى الجحيم كما اختبرها فرانسيسكو دي جيسوس مارتو وجاسينتا دي جيسوس مارتو ولوسيا دوس سانتوس في خلال الظهور يوم 13 يوليو/تموز 1917 في فاطيما. وزار دالي فاطيما، والتقى الأخت لوسيا، معلّقًا على شعوره الخاص «بتنفُّس الهواء الذي تنفّسته قديسة مستقبليّة».
لوحة المسيح للقدّيس يوحنا الصليب
في العام 1950، حصل دالي على حقّ الوصول إلى مجلّات القديس يوحنا الصليب من القرن السادس عشر، ورأى فيها رسمًا للمسيح المصلوب كان القديس قد رسمه. أدّت هذه التجربة إلى ما وصفه دالي بـ«الحلم الكوني»، الذي نتجت منه هذه اللوحة الشهيرة.
قدّم سلفادور دالي منظورًا مختلفًا للصلب، حيث يُظهره من وجهة نظر الله. فبدلًا من رؤية يسوع من منظور الناس على الأرض، نراه من الأعلى، كما لو أنّ الله الآب ينظر إليه. تُظهر اللوحة يسوع كجسر بين السماء والأرض. وعلى عكس الصلبان التقليديّة التي كثيرًا ما تصوِّر يسوع وهو يعاني ويتألّم، يقدّم دالي المسيح هنا كشخصيّة هادئة وسلميّة.
وتجسّد لوحة دالي الأمل المسيحي، ما يجعلها مناسبة بشكل خاصّ لسياق اليوبيل. يظهر الأمل أوّلًا من خلال المسيح، الذي يُعرض وهو يطفو في الظلام، مرئيًّا من فوق، من منظور الله الآب، مصلوبًا لفداء عالم يبدو في الأسفل وكأنّه مغمور في ضوء لامع للخلاص.
من هو يوحنّا الصليب؟
يوحنا الصليب قديس وراهب كرملي. بناءً على طلب القديسة تريزا الطفل يسوع، عُيِّنَ كاهنًا للاعتراف للراهبات الكرمليات في دير التجسّد من العام 1572 حتى 1577.
وقد جسّد هذا القديس مشهد المسيح مصلوبًا في رسم على قطعةٍ صغيرةٍ من الورق. وقدّم اللوحة لاحقًا إلى إحدى الراهبات في الدير، وهي موجودة في روما لكلّ من يرغب في رؤيتها، بجانب لوحة دالي.
منذ العصور القديمة، كانت جزيرة صقلية ملتقى للعديد من الثقافات والأديان والشعوب المتنوّعة، مثل الفينيقيين واليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب والنورمان والإسبان وغيرهم. هذا التلاقي الثقافي أدّى إلى نشوء تقاليد فريدة وموسيقى وعمارة وفنون رائعة.
قد لا يعرف كثيرون معلومات كافية عن تاريخ الفن، لكنّ لوحتَي الفنّان الإيطالي ميكيلانجلو ميريزي، الملقّب بكارافاجيو، عن اهتداء القديس بولس تكتسبان شهرة واسعة. فهاتان التحفتان المرسومتان في القرن السابع عشر تسطّران فصلًا من تاريخ الفنّ في الغرب.
في قلب الفاتيكان، يتربّع مسكن تاريخي كجوهرة تاريخيّة متألّقة، مخلِّدةً الفترات التي مرّت عليها. هي شقّة بورجيا المغلّفة بالغموض والفخامة، والتي تروي أسرارها قصص البابوات. فما هو هذا المقرّ البابوي؟