السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة يضعون عائلاتهم تحت حماية العائلة المقدّسة

عدد من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة مع البطريرك يونان أمس أمام كاتدرائيّة مار يوحنا المعمدان عدد من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة مع البطريرك يونان أمس أمام كاتدرائيّة مار يوحنا المعمدان | مصدر الصورة: بطريركيّة السريان الكاثوليك

تعاظمت الحاجة إلى تأسيس إرساليّة للسريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة بالتزامن مع استقبال البلاد أعدادًا كبيرة من اللاجئين العراقيّين، عقب أحداث داعش المريرة. ورغم وجود عائلاتٍ كثيرة من أبناء الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في باريس ومدنٍ فرنسيّةٍ عدّة منذ زمن، قادمين من لبنان وسوريا والعراق، اختار كثيرون من اللاجئين الجدد ليون مُستَقرًّا لهم.

يقدّر الأب مجيد عطالله، كاهن رعيّة العائلة المقدّسة للسريان الكاثوليك في ليون عبر «آسي مينا»، استقبال الحكومة الفرنسيّة للاجئين من مخيمات النزوح القسريّ في إقليم كردستان العراق، إذ «أعطتهم حقوقًا وحافظت على كرامتهم، بكلّ ما للكلمة من معنى».

جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله
جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله

تزايدت أعداد السريان الكاثوليك إثر ذلك في فرنسا، ولم تعد رعيّة مار أفرام الباريسيّة قادرة على خدمتهم جميعًا. فتأسّست إرساليّة في ليون عام 2021، وعيّن  بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان الأب مجيد راعيًا لها، بالتعاون مع الأورديناريا ومطرانية ليون.

اتفقت عائلات الإرساليّة وراعيها على أن تحمل اسم «إرسالية العائلة المقدّسة» ليكون الخيار الأمثل لإرساليّةٍ تعيش كعائلة على مثال عائلة الناصرة، كما شرح الأب مجيد: «شرعنا العمل من الصفر لتأسيس كنيسة سريانيّة، بدءًا بجرد العائلات وتشكيل المجلس الراعوي ولجانه».

جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله
جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله

شكر عطالله آباء سبقوه في الخدمة، وسعوا في ظروفٍ صعبة إلى تأسيس إرساليّة في ليون، كالأب أنيس حنا الدومنيكي، والأب (المطران) إيلي وردة، والأب سامر حلاته. وفي العام 2023 أصبحت الإرساليّة رعيّةً رسميّة معترفًا بها في فرنسا «بعدما أثبتت وجودها عبر خدمتها»، بحسب عطالله.

وتابع: «يحزننا أنّ انتشار العائلات في رقعةٍ شاسعة، بعيدًا عن كنيستهم، قد يفقدها الالتزام بتراث كنيستنا الغني والمعروف». إذ يخدم اليوم خمسة كهنة أبناءهم وبناتهم من السريان الكاثوليك المنتشرين في المدن الفرنسيّة، ويخدم الأب عطالله في أربع مناطق أخرى، إلى جانب خدمته قرابة 130 عائلة في ليون، غالبيتهم من أبناء بغديدا العراقيّة.

جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله
جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله

كحال الرعايا في الوطن، تحتفل رعيّة العائلة المقدّسة بقداديس الآحاد والأعياد والسجود للقربان المقدّس، وتنشط في التهيئة للمناولة الأولى وتنظيم لقاءات منفصلة للتعليم المسيحيّ وللعائلة واليافعين والشبيبة والسيّدات. وإلى جانب تدريب جوقَي الشمامسة والتراتيل، هناك رسامات شماسيّة ودورات لتعليم اللغتَين السريانيّة والعربيّة، ورحلات حجّ إلى روما ولورد وفاطيما.

لم يفقد السريان في فرنسا الارتباط بجذورهم، إذ ما زالوا محافظين على تراثهم الديني والروحي والثقافي، متماسكين ومتمسّكين بكنيستهم «وهذه نعمة كبيرة نشكر الله عليها» بحسب الأب عطالله. ويختم: «واجبنا الحفاظ على وديعة الإيمان الذي ورثناه من آبائنا وأجدادنا. ونسعى إلى عضد عائلاتنا لتتمكّن من تسليم هذه الوديعة إلى أبنائها وبناتها، وتربيتهم تربيةً مسيحيةً ليكونوا مثالًا صالحًا».

جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله
جانبٌ من أبناء إرساليّة السريان الكاثوليك في ليون الفرنسيّة. مصدر الصورة: الأب مجيد عطالله

تجدر الإشارة إلى أنّ البطريرك يونان يزور فرنسا حاليًّا. وقد توجّه أخيرًا إلى مدينة ليون حيث ترأّس أمس قدّاسًا إلهيًّا في كاتدرائيّة مار يوحنا المعمدان بحضور حشد من المؤمنين من بينهم عدد من أعضاء إرسالية العائلة المقدّسة في المدينة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته