روما, الخميس 13 يونيو، 2024
أصدر الفاتيكان اليوم وثيقة بعنوان «أسقف روما» تركّز على الأوّليّة البابويّة والمسكونيّة، وتحتضن مقترحات «لتجديد ممارسة أسقف روما لخدمة الوحدة» والمعترف بها من جميع المسيحيين. كما تمثّل ذروة ما يقارب ثلاث سنوات من الجهود المكثّفة والتعاونيّة بين اللاهوتيين الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت.
في إطار سعي الفاتيكان إلى تعزيز الحوار بين مختلف الكنائس والطوائف المسيحيّة، تشير الوثيقة إلى عدد من الخطوات اللازمة للمضي في الحوارات اللاهوتيّة. منها تواصل أفضل بين الحوارات -المحلّية والدوليّة، الرسميّة وغير الرسميّة الثنائيّة ومتعدّدة الأطراف، الشرقيّة والغربيّة- من أجل إغناء كلّ منها. كما شدّدت الدراسة على معالجة الأوليّة و«السينودسية» معًا، إذ هما ليستا بُعدَين كنسيَّين متعارضَين، بل حقيقتان تدعمان بعضهما بعضًا. وطالبت بتوضيح المصطلحات وتعزيز استقبال نتائج الحوارات على جميع المستويات، بحيث يمكن أن تصبح تراثًا مشتركًا. وذكرت الوثيقة أيضًا أهمّية التفسير اللاهوتي للعلاقات الحاليّة بين الكنائس بما أنّ «حوار الحقيقة» يجب ألّا يركّز حصرًا على الاختلافات العقائديّة السابقة.
وأشارت الوثيقة إلى أنّ الحوارات اللاهوتيّة، لا سيما مع الكنائس الأرثوذكسيّة والأرثوذكسيّة الشرقيّة، تعترف بأنّ مبادئ الشراكة ونماذجها، التي كُرِّمت في القرن الأوّل، لا تزال نموذجيّة. في الواقع، في خلال تلك الفترة عاش المسيحيون من الشرق والغرب بشراكة على الرغم من بعض التمزّقات الموقّتة، وتشكّلت الهياكل الأساسيّة للكنيسة. وأضافت الوثيقة أنّ على الرغم من أنّ الألفيّة الأولى حاسمة، تعترف حوارات عدّة بأنّه لا ينبغي أن تكون مثاليّة ولا أن تعاد، لأنّ تطوّرات الألفيّة الثانية لا يمكن تجاهلها والأولويّة على المستوى العالمي يجب أن تستجيب للتحدّيات المعاصرة.
ومن اقتراحات الدراسة تعزيز «الشركة المجمعيّة» من خلال عقد اجتماعات منتظمة بين قادة الكنيسة على المستوى العالمي من أجل إظهار الشراكة التي يتشاركونها بالفعل وتعميقها. ورأت بعض الحوارات أهمّية «تمييز أوضح» بين «المسؤوليات المختلفة لأسقف روما، بخاصّة بين خدمته البطريركيّة في كنيسة الغرب وخدمته الأساسيّة للوحدة في وحدة الكنائس». وكانت هناك أيضًا دعوات إلى «التركيز بشكل أكبر على ممارسة خدمة البابا في كنيسته الخاصّة، أبرشية روما».