الأب الياس مرسوانيان يشرح أهمّية لسان القدّيس أنطونيوس البدوانيّ

الأب الياس مرسوانيان، وفي الخلفيّة صورة للقدّيس أنطونيوس البدواني الأب الياس مرسوانيان، وفي الخلفيّة صورة للقدّيس أنطونيوس البدواني | مصدر الصورة: Zvonimir Atletic/Shutterstock - الأب الياس مرسوانيان

«كان صوت من يخاف أن يتكلّم ويرفع صوته»... بهذه الكلمات يصف الأب الياس مرسوانيان، رئيس دير مار فرنسيس التابع لرهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في أعالي عين الغصين-زحلة اللبنانيّة، القدّيس أنطونيوس البدوانيّ.

في عيد مار أنطونيوس، يطلّ مرسوانيان عبر «آسي مينا» ليروي محطّات من حياة هذا القديس الذي عُرِف بعظاته المميّزة المبنيّة على كلمة الله.

يشرحُ الأب الياس: «بلغَ القدّيس أنطونيوس درجة عالية من العلم والثقافة، وحين دخل رهبنة الفرنسيسكان، لم يُشْعِر أحدًا بأنّه أهمّ منه أو أنّه آتٍ من أسرة ثريّة، بل كان متواضعًا». ويُضيفُ: «ذات مرّة، وبينما كان الأب أنطونيوس يحضّر رسامة كهنوتيّة، دُعِيَ للوعظ باسم الطاعة بسبب تغيّب الواعظ عن ذلك الاحتفال، فتجلّت عندئذٍ براعته، حتى دُهِشَ الجميع بما قاله. ومن هنا انتشرت فكرة أنّه واعظ».

ويكشِف: «كان القدّيس أنطونيوس يقول ما يريد قوله، لا يهاب أحدًا. يعظ رجال الدين، عندما يخطئون، وكذلك العائلات التي كانت تُسيطر على المنطقة وتُسَخّر الفقراء، وهكذا كان صوت من يخاف أن يتكلّم ويرفع صوته. لذا، ما زال لسانه محفوظًا لأنّه تميّز بطريقة عجائبيّة».

ويُتابع: «يجب ألا ننسى عظة الأب أنطونيوس للأسماك. فحين وصل إلى مدينة ريميني الإيطالية، بهدف الوعظ، ما أتى الناس ليسمعوه، فلم يحزن؛ ولمّا اقترب من البحر، أخذ يعظ الأسماك التي خرجت من الماء، وبدأت تصغي إليه».

عظته مبنيّة على كلمة الله

يؤكّد مرسوانيان: «لم يكن القدّيس أنطونيوس يعظ لمجرّد الكلام، بل كانت عظته مبنيّة على كلمة الله. فقد تغذّى من كلمة الربّ، ومن ثمّ عمل على نشرها، لذا أثَّرَ في جميع فئات المجتمع، من كبار وصغار، أغنياء وفقراء، ورجال دين وسلطة»... ويُردف: «ساعد تأمّل القدّيس أنطونيوس في كلمة الله في جعل الناس يفتحون الكتاب المقدّس ويعترفون بخطاياها تائبين عنها».

ماذا يُعلّمنا القدّيس أنطونيوس؟

يُخبر مرسوانيان: «يملك القدّيس أنطونيوس صفات عدّة يمكننا التعلّم منها. أمّا بالنسبة إليّ، فهناك أمران مهمّان يجب أن يدركهما المسيحيّون؛ أوّلهما: أهمّية الرجوع إلى الإنجيل؛ فبسبب التعاليم المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ وفي المجتمع، صار الإنسان ضائعًا لا يفرّق بين الصواب والخطأ. لذا، فلنرجع مع القدّيس أنطونيوس إلى الإنجيل ونستلهم الروح القدس كي نفهم في ضوئه كلمة الله. وثانيهما: تأثير كلّ شخص منّا في غيره، على مثال القدّيس أنطونيوس الذي كان الصوت لمن لا صوت لهم، والمدافع عن الذين ليس لديهم من يدافع عنهم».

ويختم الأب مرسوانيان حديثه لـ«آسي مينا» قائلًا: «اليوم، وبسبب حالات الظلم والفقر المسيطرة في مجتمعنا، فلنكن اليد التي نمدّها للآخر كي نساعده، فهو ربّما لا يملك النعمة أو قوّة العيش في هذا المجتمع».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته