الموصل, الاثنين 10 يونيو، 2024
لم يكن سقوط الموصل بأيدي العصابات الإرهابيّة عام 2014 بداية مأساة مسيحيّيها الذين أعملت فيهم الجماعات المسلّحة، منذ العام 2003، قتلًا وابتزازًا وخطفًا طال كثيرين منهم، علمانيّين ورجال دين، وتفجيرات استهدفت كنائسهم.
لكنّ المأساة بلغت ذروتها يوم عجزت حشود القوّات الأمنيّة عن حماية الموصل، مركز محافظة نينوى، ثاني كبرى المدن العراقيّة، من السقوط بأيدي مئاتٍ من إرهابيّي تنظيم داعش في 10 يونيو/حزيران 2014. ومنذئذ، يعيش مسيحيّو المدينة صفحات أحلَك من سابقاتها، ولا يزالون حتى اليوم يبحثون عن العدالة والإنصاف، ويتساءلون عن محاسبة المسؤولين.
عقب أيامٍ من المناوشات والقصف المتبادَل بين القوات الأمنيّة والإرهابيّين، وجد الموصليّون أنفسهم وحيدين أمام عناصر التنظيم الإرهابيّ المسيطرين على المدينة بأكملها، وسط غيابٍ تامّ للقوات الأمنيّة، كما يشرح الشاهد ناهض عبد الأحد، لـ«آسي مينا».
وتابع: «شرعت عائلات كثيرة بمغادرة المدينة، خصوصًا المسيحيّة منها، خشية وقوع الأسوأ، مع شيوع أخبار القتل والتنكيل الرهيب الذي يمارسه أفراد التنظيم. بينما ظنّ آخرون أنّه انفلات أمنيّ ظرفيّ كالمعتاد، سينتهي قريبًا».