كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكيّة إلى استطلاع الغَيب؟

يدفع القلق إزاء المستقبل كثيرين للّجوء إلى العرّافين يدفع القلق إزاء المستقبل كثيرين للّجوء إلى العرّافين | مصدر الصورة: Tekkol/Shutterstock

تصادِف مرارًا في جلسات الأصدقاء من يدعوك إلى قَلْب فنجانك استعدادًا لقراءة طالِعك وما يخبّئه مستقبلك من أحداثٍ مُفرِحةٍ أو مُترِحة، مسوِّغًا: إنّها مجرّد تسلية. فهل أنت مِمّن يؤمنون بقراءة الطالع؟ وماذا تقول الكنيسة الكاثوليكيّة في هذا الشأن؟

حاورت «آسي مينا» الأب منتصر حدّاد راعي كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك في ولاية مشيغان الأميركيّة، فأكّد أنّ الانشغال بالمستقبل كسبيلٍ لتوطيد دعائم الحاضر والتأسيس لغدٍ أفضل حقّ مشروع بل ضرورة.

وتساءل: «لكن، أين العقلانيّة في اختزال حياة الإنسان الثمينة ومستقبله في خطوط كفّ اليد أو في أشكالٍ ترسمها بقايا قهوة أو في حركة النجوم والكواكب؟».

يدفع القلق إزاء المستقبل كثيرين للّجوء إلى العرّافين، باختلاف أنواعهم وأشكالهم، بحثًا عن تطميناتٍ وإجاباتٍ عن تساؤلاتهم المحيّرة. وفي هذا الإطار، اعتبر حدّاد لجوء الإنسان إلى التنجيم ممارسةً وثنيّة واعترافًا ضمنيًّا بسلطة النجوم وتأثيرها على مسيرة حياته. ورأى في استطلاعه المستقبل عدم ثقةٍ بالله وإنكارًا لسلطته على حياته بل تهميشًا واستهانة.

وتابع: «تعلّمنا الكنيسة، مسترشدةً بالكتاب المقدّس، أنّ المستقبل بين يدَي الله وحده. وإلهنا أمينٌ معنا في الماضي والحاضر والمستقبل».

يدفع القلق إزاء المستقبل كثيرين للّجوء إلى العرّافين. مصدر الصورة: Mariecor Ruediger/Pinterest
يدفع القلق إزاء المستقبل كثيرين للّجوء إلى العرّافين. مصدر الصورة: Mariecor Ruediger/Pinterest

وشرح حدّاد: «يخطئ من يفهم كلام الربّ: "فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ" دعوةً إلى الكسل وإبطال العمل استعدادًا للغد؛ والحقّ أنّها دعوة إلى نبذ الهمّ والقلق المفرط، كونهما علامة اهتزاز ثقتنا بقدرة إلهنا على قيادة حياتنا.

يستطلع المتعلّقون بالأرضيّات المستقبل وينسون أنّ الله جوهر حياتنا وأساس مسيرتنا صوب الملكوت، بحسب حدّاد.

ويردف: «يعلّمنا ربّنا ألّا نهتم للمأكَل والمشرَب والملبَس، بل: "اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ"، ورابح الملكوت لن يهتمّ بسواه. فهل لجأ أحدٌ يومًا إلى عرّافٍ ليعرف إن كان سيفوز بالملكوت؟». وأورد حدّاد أيضًا شواهد عدّة من آيات الكتاب المقدّس: «التثنية 10: 13-17، والملوك الثاني 17: 16، والأحبار 19: 26»، وهي تحضّ على اجتناب هذه الأعمال.

وبيّن أنّ تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة يوصي بنبذ جميع أشكال العِرافة، المفترَض خطأً،  أنّها تكشف عن المستقبل. ورأى حدّاد في استشارة مستطلعي الأبراج والمنجمّين ومن شابههم، عدمَ ثقةٍ بالله وأمانته، وانتفاءَ الاحترام الممزوج بالخشية والمحبّة اللازمتَين في العلاقة معه. وعدّ جميع ممارسات السحر والعرافة ومناجاة الأرواح مخالفةً جسيمة لفضيلة الدين.

في النتيجة، الباحثون عن مستقبلهم في بقايا القهوة وسواها من الخزعبلات بعيدون عن محبّة المسيح،  الذي تمّت فيه النبوءات جميعها. ولنتذكّر أنّ المجوس وعلماء الفلك والبارعين في التنجيم، قطعوا مسافاتٍ بعيدة ليسجدوا لسيّد الماضي والحاضر والمستقبل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته