في زمن اضطهاد المسيحيّين… قدّيس التجأ إلى أحد كهوف لبنان

لوحة في كنيسة القدّيس بطرس في لوفين-بلجيكا تجسّد استشهاد القدّيس أريسموس لوحة في كنيسة القدّيس بطرس في لوفين-بلجيكا تجسّد استشهاد القدّيس أريسموس | مصدر الصورة: Pecold/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البارّ أريسموس في 4 يونيو/حزيران من كلّ عام. قدّيس توِّج بإكليل النصر معانقًا فرح الحياة الأبديّة.

أبصر أريسموس النور في أنطاكيا في أوائل القرن الثالث. ترعرع على أسس الإيمان الحقّ، وحصّن ذاته بأسمى الفضائل الروحيّة. ومن ثمّ اختار السير في دروب الحياة النسكيّة. وحين أضرم الحاكم ديوكلتيانوس نيران اضطهاد المسيحيين (284–305)، ترك أريسموس أنطاكيا وانطلق إلى لبنان، ناشدًا عبادة الله في أحد كهوفه، طوال سبع سنوات.

وبعد تلك المحطّة، رَجعَ أريسموس إلى أنطاكيا بإلهام من الله، لكي يحضّ المؤمنين على الثبات بإيمانهم المسيحي. ومن ثمّ سافر إلى فرنسا، وبشَّرَ بكلمة الربّ يسوع في مقاطعتَي ليون وكمبانيا، كما عُيّن هناك أسقفًا. ولمّا وصلت أخباره إلى الحاكم ديوكلتيانوس، أمر بتعذيبه من دون رحمة، فجُلِدَ وتذوّق طعم جحيم الألم، لكنّ الربّ خلّصه. عندئذٍ، آمن كثيرون من عبدة الأوثان بالمسيح. وبعدها ألقاه الملك مقيَّدًا في السجن.

 وفي عهد الملك مكسيميانس، عام 304، عرف البار أريسموس أيضًا مختلف أنواع الآلام. فألقوا القبض عليه، ومن ثمّ حرقوا جسده بصفائح حديد ملتهبة. فظلّ هذا البارّ صابرًا على أوجاعه بقوّة المسيح، كما كان يشدِّدُ عزائم الذين خافوا من مرارة العذاب. وأخيرًا، حُكِمَ عليه بالموت، فتوِّجَ بإكليل النصر معانقًا فرح الحياة الأبديّة، وكان ذلك في مطلع القرن الرابع.

نسألك أيُّها الربّ يسوع، أن تعلّمنا كيف نثبت بإيماننا وبقوّتك وسط المحن على مثال هذا القديس البارّ، وإلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته