بكركي, الأحد 2 يونيو، 2024
ترخي الأزمات المتراكمة في لبنان بظلالها على جميع القطاعات، وتصيب القطاع الزراعي المتهالك أصلًا في صميمه. فقبل تعدّد المشهديات المأزومة، كان مزارعو لبنان يعانون أزمة تصدير وغياب الدعم الرسمي ما يعرّض مواسمهم للفساد ويكبّدهم خسائر فادحة. هؤلاء، بأزمتهم القديمة الجديدة، حضروا في صلب صلاة بكركي اليوم.
ففي خلال ترؤسه قداس الأحد وعيد سيدة الزروع على نية المزارعين والقطاع الزراعي، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي-لبنان اليوم، شدّد الراعي في عظته على أنّ الأرض تشكّل عنصرًا جوهريًّا من الهوية الوطنية وهذا ما أكده المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، وفق النص الخاص بعنوان «الكنيسة المارونية والأرض»، ما شكلّ حافزًا للبطريركية والأبرشيات والرهبانيات وأبناء الكنيسة لاستثمار الأراضي في مجال الزراعة.
وأضاف: «تشكّل الزراعة أهمية استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي عبر تأمين حاجة لبنان من الغذاء. بفضل التعاون المستمر والدائم بين البطريركية والأبرشيّات والرهبانيّات ومدير عام الزراعة والكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات لإبقاء المزارع في أرضه والحد من النزوح والهجرة وبيع الأراضي الزراعية وخلق فرص عمل للشبيبة، بخاصة أنّ أكثر من ثلث سكان لبنان يعيشون من القطاع الزراعي».
وتابع الراعي: «ندعو الدولة إلى دعم القطاع الزراعي وجعله أساسيًّا في الاقتصاد الوطني وتحسين سُبل عيش المزارعين والمنتجين وزيادة القدرة الإنتاجية وتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسية وتحسين التكيف مع التغيير المناخي واستدامة نظُم الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية».