مزارعو لبنان في صلب صلاة بكركي... دعوة إلى تأمين شبكة أمان غذائيّ

معاناة مضاعفة لمزارعي بلدات الحدود الجنوبيّة بسبب الحرب وتداعياتها (اللقطة من بلدة رميش الحدوديّة المسيحيّة) معاناة مضاعفة لمزارعي بلدات الحدود الجنوبيّة بسبب الحرب وتداعياتها (اللقطة من بلدة رميش الحدوديّة المسيحيّة) | مصدر الصورة: صفحة رميش في فيسبوك

ترخي الأزمات المتراكمة في لبنان بظلالها على جميع القطاعات، وتصيب القطاع الزراعي المتهالك أصلًا في صميمه. فقبل تعدّد المشهديات المأزومة، كان مزارعو لبنان يعانون أزمة تصدير وغياب الدعم الرسمي ما يعرّض مواسمهم للفساد ويكبّدهم خسائر فادحة. هؤلاء، بأزمتهم القديمة الجديدة، حضروا في صلب صلاة بكركي اليوم.

ففي خلال ترؤسه قداس الأحد وعيد سيدة الزروع على نية المزارعين والقطاع الزراعي، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي-لبنان اليوم، شدّد الراعي في عظته على أنّ الأرض تشكّل عنصرًا جوهريًّا من الهوية الوطنية وهذا ما أكده المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، وفق النص الخاص بعنوان «الكنيسة المارونية والأرض»، ما شكلّ حافزًا للبطريركية والأبرشيات والرهبانيات وأبناء الكنيسة لاستثمار الأراضي في مجال الزراعة.

وأضاف: «تشكّل الزراعة أهمية استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي عبر تأمين حاجة لبنان من الغذاء. بفضل التعاون المستمر والدائم بين البطريركية والأبرشيّات والرهبانيّات ومدير عام الزراعة والكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات لإبقاء المزارع في أرضه والحد من النزوح والهجرة وبيع الأراضي الزراعية وخلق فرص عمل للشبيبة، بخاصة أنّ أكثر من ثلث سكان لبنان يعيشون من القطاع الزراعي».

وتابع الراعي: «ندعو الدولة إلى دعم القطاع الزراعي وجعله أساسيًّا في الاقتصاد الوطني وتحسين سُبل عيش المزارعين والمنتجين وزيادة القدرة الإنتاجية وتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسية وتحسين التكيف مع التغيير المناخي واستدامة نظُم الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية».

وأردف: «نتمنى على اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم مواكبة وزارة الزراعة لتسويق المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية والمؤونة والصناعات الغذائية لأنّ ذلك يدخل العملة الصعبة إلى لبنان. ونناشد المنظمات الدولية والهيئات المانحة احتضان القطاع الزراعي ودعمه بشكل أكبر للنهوض به وتأمين شبكة الأمان الغذائي وتحويل النظام الزراعي والغذائي اللبناني لنظام أكثر صمودًا وشمولية وتنافسية واستدامة».

ونوّه الراعي «بجهود المدير العام لوزارة الزراعة وموظفي الوزارة في السنوات الأخيرة بتسويق النبيذ اللبناني في الأسواق المحلية والخارجية، وقد وصل إلى العالمية وانتشر في جميع قارات العالم وأصبح منافسًا».

موهبة الروح القدس

في سياق منفصل، قال الراعي في العظة نفسها: «كم نتمنّى لو أنّ المؤمنين السياسيّين يشعرون بموهبة الروح القدس، وبقيمتها في حياتهم، لفتحوا أذهانهم وعقولهم لقبوله، ولقراءة علامات الأزمنة في حياتهم في ضوئه. فالروح أعطاه المسيح مجّانًا لكي يبدّل نظر الإنسان إلى أمور الدنيا، فيتحرّر من مصالحه وحساباته الخاصّة من أجل الخير العام».

وختم: «كيف يستطيع أي سياسيّ الاضطلاع بوظيفته الخطيرة من دون العودة إلى الروح القدس. لو فعلوا ذلك لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وقبل نهاية خدمة الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للدستور (المادّة 73)، ولكانوا اختاروا منذ ذاك الحين رئيسًا يغيّر ويخلق بيئة وطنيّة جديدة نظيفة، وسلوكًا أخلاقيًّا، والتزامًا بالثوابت التاريخيّة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته