بيروت, السبت 1 يونيو، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس الشهيد يوستينوس في 1 يونيو/حزيران من كلّ عام. قديس تميّز بدفاعه القويم عن إيمانه المسيحي، فنال إكليل المجد الأبديّ.
أبصر يوستينوس النور في مدينة نابلس الفلسطينيّة مطلع القرن الثاني. ترعرع وسط أسرة يونانيّة وثنيّة. ومنذ حداثته، شغل تفكيره البحث عن الحقيقة، أي عن الإله الحقّ.
تَضَلَّعَ من العلوم، مُتّبِعًا مذهب أفلاطون، وجاهد في سبيل بلوغ ما يصبو إليه. ولكنّه حين انكبّ على مطالعة النبوءات والكتاب المقدّس، ملأت هذه الأخيرة قلبه، وأدرك، عن نور بصيرة، أنّ الفلسفة المسيحيّة هي وحدها كُنْه الإيمان القويم. عندئذٍ، آمن بالمسيح ونال سرّ العماد في الثلاثين من عمره، وهكذا بات رسولًا مبشِّرًا بكلمة الربّ يسوع.
ذهب إلى مدينة روما في عهد البابا تاليسفوروس، فرسمه كاهنًا. وفتح يوستينوس مدرسة للفلسفة، وأخذ يعلّم فيها، المبادئ الصحيحة والحقائق الإلهيّة، مظهرًا ضلال عبدة الأوثان. ومن ثمّ رفع كتابه المعروف بدفاعه عن الإيمان المسيحيّ، إلى الملك أنطونيوس وأولاده وإلى مجلس الشيوخ، وإلى الشعب الروماني، فكان لكتابه الأثر العميق في النفوس، ما خفَّفَ حدّة الاضطهاد.