من يموِّل إعادة إعمار الكنائس المدمَّرة بأيدي «داعش» في العراق؟

كنيسة أمّ المعونة في الموصل العراقيّة كنيسة أمّ المعونة في الموصل العراقيّة | مصدر الصورة: المطران ميخائيل نجيب

حظي تبرّع ثريَّيْن فرنسيَّيْن بميراثهما لإعادة إعمار كنيسة أمّ المعونة ومدرستها في الموصل العراقيّة، المدمَّرة بأيدي تنظيم داعش الإرهابيّ، بتثمينٍ وتقديرٍ بارزَين. وحفّز الموضوع تساؤلات عدّة حول مصادر تمويل إعادة إعمار الكنائس المدمّرة بأيدي التنظيم الإرهابيّ في الموصل ومحيطها، وإن كانت الدولة العراقيّة تتحمّل مسؤولية أيضًا في تمويل هذا الإعمار.

في هذا الصدد، أشاد المطران ميخائيل نجيب، رئيس أساقفة الموصل للكلدان، بمبادرة المتبرّعين وبتعاون منظمّة «إنقاذ مسيحيّي الشرق»، وشكر سائر المؤسّسات الداعمة والمساندة، في حديث خاص إلى «آسي مينا».

مساعدات للأبرشيّة الكلدانيّة

أكّد نجيب أنّ إعمار كنائس أبرشيّته يُموَّل من المنظمّات الدوليّة والإنسانيّة ودعمها. وتُسهم كنيسة نجيب في تمويل ذاتها، إذ رمَّمت قاعة كنيسة الروح القدس. وأردف الأسقف: «توّلت مطرانيّتنا ترميم كنيستَي مريم العذراء ومار كوركيس من واردات أوقافها. فيما تتولّى منظمتا عمل الشرق وألِف إعمار كنيسة الطاهرة».

وذكَّر المطران بترميم منظمة عمل المشرق لكنيسة مار بولس. وأشار إلى إسهام برنامج «تعافي» التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدوليّة في تأهيل مقرّ الرئاسة الأسقفيّة الملحق بها وتأثيثهما.

وختم بالإشارة إلى سعيهم لاستحصال تمويلٍ من محافظة نينوى لإعمار كنيسة مسكنته الأثريّة.  ودعا دائرة الآثار والتراث والجهات الحكوميّة المعنيّة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه كنائس الموصل ومؤسّساتها الدينيّة.

ترميم كنائس السريان الكاثوليك 

في حديث خاص إلى «آسي مينا»، أكّد الخورأسقف عمانوئيل كلّو، راعي كنائس الموصل للسريان الكاثوليك، أنّ إعمار كنائس أبرشيّتهم في المدينة ممّا لحقها من دمارٍ شبه شامل، بسبب جرائم احتلال تنظيم داعش وفي خلال عمليات التحرير، يُنَسَّق مع الداعمين الدوليّين.

ونوّه كلّو بتمويل دولة الإمارات لإعمار كنيسة الطاهرة الأثريّة بإشراف اليونسكو. وأشاد بدعم منظمّات مسيحيّة فرنسيّة لإعمار كنيسَتَي مار توما والبشارة بالشراكة مع صندوق الأبرشيّة وتبرّعات المؤمنين. وأمِل كلّو أن تؤتي مساعيهم لاستحصال دعمٍ حكوميّ أُكُلها قريبًا، مؤكِّدًا غيابه حتى الآن.

الكنيسة تحاول مساعدة ذاتها

دعمت أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة بأموالها تبرّعات أهالي القرية ومؤسّسة «عون الكنيسة المتألّمة» ومنظّمة «عمل الشرق» لتغطية تكاليف استكمال إنشاء كنيسة «مريم العذراء ملجأ المسيحيّين» في باقوفا التابعة لها.

وعلى صعيدٍ متصّل، دعا الأنبا د. سامر صوريشو، الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، في وقت سابق عبر «آسي مينا»، الحكومة المحلّية في محافظة نينوى إلى الاضطلاع بدورها في إعادة إعمار الأديار والكنائس والأماكن الدينيّة بالموصل وحمايتها. ورأى أنّ حصول هذا الأمر يعكس اهتمام الحكومة المحلّية بأبنائها المواطنين من مختلف المكوّنات وصونها حقوقهم.

وذكر صوريشو أنّ رهبانيّتهم سعت في إعمار كنيستَي دير مار كوركيس الشهيد بتمويل الحكومة الأميركيّة وجمعيّة عمل الشرق وتبرّعات المؤمنين، وبالتعاون مع جامعتَي بنسلفانيا والموصل، من دون أيّ مساهمة حكوميّة. وأشار إلى أنّ الرهبانيّة ما زالت تنتظر دعم الحكومة لاستكمال الإعمار.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته