منارة نور ومصدر إلهام... مريم العذراء مثال الأمّ الفاضلة

تُعرف السيّدة العذراء بكونها مثال الأمّ الفاضلة تُعرف السيّدة العذراء بكونها مثال الأمّ الفاضلة | مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

من بين سِيَر الأمّهات العظيمات اللواتي عرفهنّ التاريخ البشريّ، مجسِّداتٍ جوهر الأمومة، بكلّ ما في هذه الهِبة الإلهيّة من فرحٍ ومسؤوليةٍ كبيرَين، بحبّهنّ وتضحياتهنّ وتفانيهنّ، تبقى مريم، أمّ ربّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح وأمّنا، مثال الأمّ الفاضلة المضحّية.

ومع ختام الشهر المريميّ، حاورت «آسي مينا» الأب ميلان ككوني، كاهن في إيبارشية أربيل الكلدانية يتابع دراسات عليا في الأنجلة الجديدة وراعوية الشباب في الجامعة الفرنسيسكانية بولاية أوهايو الأميركية، للحديث عن أهمّ محطّات قصّتها كأمٍّ مثاليّة. فهي رافقت ابنها من المذود إلى الصليب لتكون بحبّها وقوّتها مصدر إلهامٍ خالد للأمّهات حول العالم.

مثال لتأثير الأمّ في أبنائها

«بدأت رحلة مريم الأُمّ بحَبَلِها العجائبيّ بشخص يسوع. استقبلت مريم الشابّة الصغيرة، رئيس الملائكة جبرائيل حاملًا خبر حملها بطفلٍ بقوّة الروح القدس. ورغم التحدّيات والمصاعب التي كانت تنتظرها، قَبِلَت مريم دعوتها الإلهيّة بإيمانٍ عظيم وأعلَنَت بشجاعة قبولها بكلمة "نعم". فوضعت ثقةً لا تتزعزع بخطّة الله وجسّدت الشجاعة والمرونة المطلوبتَين من الأمهات في مواجهة الشدائد»، بحسب ككوني.

وعن دورها في فترة طفولة يسوع ويفاعته، يرى ككوني أنّ مريم الأمّ أدّت دورًا محوريًّا في رعاية ابنها وتوجيهه، فوفّرت بيئةً مُحِبّةً وداعمة. «ولا ريب أنّ القيم والمبادئ التي علّمتها ليسوع ستشكّل حياته وتعاليمه. فكانت مريم بحبّها غير المشروط ليسوع مثالًا خالدًا للتأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه الأمّ في نشأة طفلها وشخصيته»، على حدّ تعبيره.

عزاء المتضايقين ومرشدة التائهين

يشرح الأب الكلداني أنّ رحلة أمّنا مريم لم تكن خالية من المصاعب، منذ أنبأها سمعان الشيخ بالألَم الذي ستتحمّله. وبلغت الأحزان ذروتها بمشاهدتها ابنها مصلوبًا. لكنّها رغم معاناتها الفائقة للتصوّر، ظلّت واقفةً إلى جانب يسوع حتى النهاية. فكانت بقوّتها وإيمانها ونكرانها لذاتها وحبّها المضحّي تجسيدًا حيًّا لعمق حبّ الأم لوَلدها، ومثالًا للأمهّات.

وتواصل مريم، أمّ يسوع، دورها الأموميّ معنا، كإخوةٍ لابنها، إذ غدت رمزًا لرعاية المؤمنين وحمايتهم، فأكرموها على مرّ التاريخ كمصدر للتعزية والشفاعة، كما يبيّن ككوني. وأضاف: «مريم عزاء المتضايقين ومرشدة التائهين نحو الإيمان والخلاص. ولا يزال حضورها اللطيف وحبّها المتفاني دعوةً للأمهات لمحاكاة فضائلها في رحلتهنّ الأموميّة».

منارة نور ومصدر إلهام

ختم الأب ميلان حديثه إلى «آسي مينا» بالقول: «ستبقى أمومة مريم منارة نورٍ ومصدر إلهام لجميع الأمّهات. فهي تجسّد بإيمانها وحبّها وتضحياتها جوهر قوّة الأمّ ودورها». 

وتابع ككوني: «هي تشجّع بمثالها سائر الأمّهات ليحتضِنَّ دعوتهنّ الإلهيّة بفرحٍ وشجاعة، ويربينَ أولادهنّ بالحبّ والرحمة، متذكِّراتٍ دومًا إرث أمّنا مريم والأثر العميق لمحبّة الأُمّ في تشكيل حياة أولادها والعالم من حولهم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته