بطلة حاربت من أجل فرنسا... قصّة القدّيسة جان دارك

لوحة للفنّان جان أوغست دومينيك إنغري من العام  1854 تُظهر القدّيسة جان دارك لوحة للفنّان جان أوغست دومينيك إنغري من العام 1854 تُظهر القدّيسة جان دارك | مصدر الصورة: Public Domain via Wikipedia

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة جان دارك في 30 مايو/أيّار من كلّ عام. قدّيسة تكلَّلَت مسيرتها البطوليّة بالاستشهاد.

ولِدَتْ جان دارك في فرنسا عام 1412. نشأت وسط أسرة فقيرة كانت تعمل في الزراعة. ومنذ طفولتها، حصّنت ذاتها بنعمة الإيمان الحقّ، فكانت تمارس أسمى الفضائل الروحيّة وتنشد التقوى باستمرار.

وفي مرحلة وجودها في فرنسا تحت رحمة الإنكليز والبورغونيين، خصّ الله جان دارك بنعمة ظهور الملاك ميخائيل لها. فحضّها على الصلاة وقيادة الحرب من أجل خلاص بلادها. ولمّا بلغت السابعة عشرة من عمرها، استطاعت أن تجعل الملك شارل السابع يقتنع بإعطائها فرصة قيادة جيشه في حرب فرنسا ضد الإنكليز.

كما قدّم لها الملك عددًا لا بأس به من الخيول، وأمر كثيرين من الجنود بمرافقتها في حربها. وبعدها قصّت جان دارك شعرها وارتدت ملابس ذكوريّة، وانطلقت بمعركتها صوب العدو. وبعد أيّام قليلة، تمكّنت من تحقيق الانتصارات ومن تحرير أورليان. ولكن بعد ذلك الإنجاز العظيم الذي حصدته جان دارك، قبض عليها البورغونيّون وباعوها للإنكليز.

فحُكِمَ عليها بالإعدام حرقًا بتهمة الهرطقة. رُبِطَت وسط سوق داخل مدينة روان، كما صنع أحدهم صليبًا بالقرب منها، عملًا بطلبها. ومن ثمّ حُرِقَت، فحوّلتها النيران الملتهبة إلى باقة من رماد، وكان ذلك في 30 مايو/أيّار 1431.

وهكذا تكلّلت مسيرة جان دارك البطوليّة بالاستشهاد. وبعدها أعيد فتح ملفّ محاكمتها مجدّدًا، بسبب الظلم الذي تعرّضت له. فَكَلَّفَ البابا كاليستوس الثالث لجنة خاصّة بإعادة محاكمتها، وفي نهاية عملها صدر قرارٌ ببراءتها من جميع التهم التي وُجِّهَت إليها، وأُعلِنَت شهيدة. ورُفِعَت قديسة على مذابح الربّ وشفيعة لفرنسا عام 1920.

فيا ربّ، علّمنا كيف نحبّ أرضنا على مثال هذه القديسة فندافع عنها حتى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته