قدّيسة لبنانيّة عزّاها ملاك الربّ وحلّها من قيودها

أيقونة للقدّيسة الشهيدة تاودوسيا اللبنانيّة أيقونة للقدّيسة الشهيدة تاودوسيا اللبنانيّة | مصدر الصورة: Public Domain via Wikimedia Commons

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة تاودوسيا اللبنانيّة في 29 مايو/أيّار من كلّ عام. قديسة عرفت كيفيّة تجسيد محبّة الربّ يسوع منذ طفولتها، فكانت شاهِدة أمينة لكلمته المقدّسة حتى الاستشهاد.

ولِدَت تاودوسيا في مدينة صور اللبنانيّة في القرن الثالث. ومنذ طفولتها، عرفَت كيف تَحفر في عمق كيانها محبّة المسيح، فتميّزَت برفضها لقشور هذا العالم وأباطيله. وحين بلغت الثامنة عشرة من عمرها، ذهبت إلى فلسطين من أجل المشاركة في احتفال عيد الفصح. ولكن في تلك الأيّام، أي العام 307 في عهد الحاكمَيْن ديوكلتيانوس ومكسيميانوس، كانت نيران اضطهاد المسيحيين قد اشتدّت.

ولمّا وصلت تاودوسيا إلى فلسطين، وقع نظرها على مشهد اعتقال عدد كبير من المعترفين بالربّ يسوع. عندئذٍ، انهمرت دموعها بغزارة، وركضت مسرعة بشجاعة صوبهم، وألقت عليهم سلام المسيح. وحضّتهم على الثبات في إيمانهم الحقّ والصلاة من أجلها.

في تلك اللحظات عَلِمَ الحاكم أوربانوس أنّها مسيحيّة، فقبض عليها. وأمرها بالسجود للأوثان، ولكنّ تاودوسيا رفضت تنفيذ رغبته بكلّ جرأة، مُعلنةً إيمانها الراسخ بالمسيح.

حينئذٍ، بدأت رحلة تعذيبها، فجلدوها ومزّقوا جسدها بأظفار من حديد، حتى سال دمها أرضًا. وأمام تلك الآلام لم تتوقّف عن توبيخ الحاكم على ظلمه وشرّه. ومن ثمّ وضِعَت في السجن، فواظبت على رفع الصلوات لربّها ومخلّصها الذي أرسل ملاكه إليها، فعزّاها وحلّها من قيودها.

أخيرًا، وبعدما شَهِدت هذه القديسة بكلّ أمانة وشجاعة لكلمة المسيح، أمر الحاكم أوربانوس بأن يُعلّق في عنقها حجر ضخم وتُرمى في البحر. فتوِّجت بإكليل المجد الأبديّ، في مطلع القرن الرابع.

فيا ربّ، علّمنا كيف نشهد لإيماننا الحقّ، ولا نهاب الموت على مثال هذه القديسة الشجاعة التي استشهدت حبًّا بك.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته