أكّد رئيس أساقفة الموصل العراقيّة للكلدان المطران ميخائيل نجيب أنّ كنيسة الروح القدس بالموصل تستحقّ لقب كنيسة الشهداء.
وأوضح نجيب في حديث خاص إلى «آسي مينا»، عقب ترؤسّه أمس الأحد الاحتفال بالقدّاس الأوّل في كنيسة الروح القدس المغلقة منذ قرابة عقدَين، بمناسبة عيد العنصرة، أنّ يد الإرهاب اغتالت هنا الأب رغيد كنّي ورفاقه، عقب احتفاله بالقدّاس بالمناسبة عينها عام 2007.
تابع نجيب: «هؤلاء ومسيحيّون كثيرون، قدّموا أرواحهم شهادة لإيمانهم. فبعد العام 2003 طالت هجمات إرهابيّة عدّة المسيحيّين وكنائسهم بقصد إفراغ الموصل منهم، حتى تمّ ذلك باحتلال داعش للمدينة عام 2014».
وشرح المطران أنّ الكنيسة أغلقت أبوابها عام 2008 في إثر استشهاد المطران رحّو، بالتزامن مع خلوّ محيطها من المسيحيّين المغادرين خوفًا على حياتهم. واستذكر احتضان الكنيسة أعدادًا كبيرة من المؤمنين في سنواتها الأولى، إذ ضمّت رعيّتها أكثر من ألف عائلة كانت تسكن في جوارها. واعتبرها الكنيسة الأكبر في الموصل من حيث استيعاب المؤمنين.
وكان قد لحق الكنيسة خراب كبير في فترة احتلال تنظيم داعش. وطال التدمير تماثيلها وأثاثها ومذبحها، بل اقتُلِع المرمر المغلِّف لجدرانها.
لا آمال بإعادة إعمار الكنيسة قريبًا
أكّد نجيب أنّهم لا يعلّقون آمالًا كبيرة على إعمار الكنيسة في الوقت الحاضر. وذلك لما يتطلّبه الأمر من مبالغ ضخمة، غير متوفِّرة حاليًّا، رغم سعيهم إلى توفيرها عبر التباحث مع المنظمات الدوليّة والإنسانيّة.
وأردف الأسقف أنّ الكنيسة الكلدانيّة، وبجهودٍ خاصّة، رمّمت قاعة الكنيسة الواسعة وهيّأتها لتكون مركزًا للمؤتمرات. وأعلن استعداد القاعة لاستقبال نشاطات أبناء الموصل من جميع المكوِّنات بلا استثناء.
وعلى الصعيد نفسه، دعا نجيب دائرة الآثار والتراث والجهات الحكوميّة المعنيّة إلى ترميم كنائس الموصل وإعمارها. وأمِل أن تبصر مبادرة محافظة نينوى لإعمار كنيسة مسكنته الأثريّة، النور قريبًا.
وصف نجيب عودة المسيحيّين إلى الموصل بالخجولة إذ «لا تتجاوز أعداد العائلات العائدة المئة، 35 منها كلدانيّة، بحسب إحصائيّات الأبرشيّة». وأعرب عن أمله بتزايد أعداد العائدين، ودعا الحكومة إلى دعم الأسر المسيحيّة وتعويضها عن خسارتها جميع ممتلكاتها.
وختم نجيب حديثه إلى «آسي مينا» بالتنبيه إلى أنّ المسيحيّين في الموصل، الذين يوصَفون اليوم بالأقلّية، كانوا الأغلبيّة العظمى يوم استقبلوا جيوش المسلمين في القرن السابع وفتحوا أبواب مدينتهم أمامهم. واستنكر ما تعرّض له مسيحيّو المدينة من أدعياء شوّهوا الدين وارتكبوا باسمه الفظائع.
أمام كنيسة الروح القدس الكلدانية بالموصل في العراق، المعروفة بـ«كنيسة السفينة» بسبب شكلها الخارجي الدالّ على «سفينة الخلاص» التي يقودها المسيح (أي جماعة المؤمنين)، وقعت أحداث جسيمة في خلال فترة نشاط الجماعات الإرهابية التي سبقت ظهور تنظيم «داعش».