بيروت, الجمعة 15 أبريل، 2022
اللّيلة، وُضِعَ سيّد الحياة في قبر الأموات! اللّيلة، مَن خلق الكون وأناره من فيض حبّه، يُوضَع في ظلمة القبر من حِقدِ البشر عليه! اللّيلة كلّ شيء صامت، الكون بأسره يصمُت أمام عظمة الحبّ الذي بذل نفسه عن أحبّائه. فمَن هو المحبّة، نكره البشر، وما زلنا نفعل الأمر عينه حتّى اليوم! فالقدّيس فرنسيس الأسّيزي يقول مشدّدًا على المسيح المتألم أنّ "المحبّة غير محبوبة"!
يا لها من قساوةٍ في قلوبنا نبادل بها مَن يحبّنا كلّ يوم، ويغفر لنا مهما خطئنا إليه، وهو الذي بقيَ إلى جانبنا حين غادرنا الجميع!
ففي كلّ مرّةٍ نعود لنختار روح العالم، روح الشرّ، البغض، الحقد، عدم المسامحة؛ روح الخطيئة، في اللّيالي الصاخبة وحياتنا التي نعيشها على هوانا؛ في منطق الربح والمال والفساد الأخلاقي والاجتماعي... في هذه كلّها ندفن المسيح-المحبّة في قبر الحياة الفانية!
اللّيلة، دعونا نسهر أمام القبر!