بيروت, الجمعة 15 أبريل، 2022
"نسجد لك أيها المسيح ونباركك، لأنك بصليبك المقدّس خلّصت العالم".
بسماع الأناجيل الأربعة والقراءات التي سبقت، نحن أمام أعظم جريمة ارتُكبت في التاريخ بحقّ الله، جريمة ذلّ وحقد وبغض ورفض للمحبّة والحقيقة، ولكن الربّ يسوع حوّل هذه الجريمة إلى ذبيحة لذاته فداءً لكل إنسان يولد لامرأة في هذا العالم، والصليب الذي استُعمل كآلة لتعذيبنا حوّله إلى ينبوع خلاص لكل شخص يرفع نظره وقلبه إليه، وهكذا علّمنا ثقافة جديدة في العالم، وهي كيف نواجه الشرّ وبأيّ طريقة نقف كي نحوّل وجه العالم، نحن نلتمس هذه النعمة اليوم ونحن نتأمل في سرّ آلامه وننحني أمام سرّ صليبه.
هناك ثلاث وقفات في هذه الرتبة تضعنا في حالة تأمّل. فحين ننظر إلى المصلوب يجب أن نتذكر أننا نحن أيضًا مخطئون في حقّه في كل مرة قد خنّا محبّته وكلامه وابتعدنا عن تعليمه، نكون قد اقترفنا شيئًا من الخيانة تُذكّرنا بيهوذا الذي خانه بقبلة.
اليوم، سيوضع الصليب على جبيننا ونقبّله في قلوبنا ونقول له كلمة حبّ، وسنسير في الزيّاح معه قبل أن نضعه في القبر، وسنقول له كما قال بولس الرسول، يا ربّ من أجلي أنا تألمت، من أجلي أنا متّ كي تفتديني، ومن أجلي أنا قمت كي تعطيني الحياة الجديدة.