بيروت, السبت 4 مايو، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة مونيكا والدة القديس أغسطينوس في تواريخ مختلفة، منها 4 مايو/أيّار من كلّ عام. قدّيسة صلَّت بدموع العين وثقة مطلقة برحمة الله اللامتناهية، من أجل توبة زوجها الوثني وابنها.
أبصَرَت مونيكا النور في قرية تاغستا-الجزائر في القرن الرابع. ترعرعت وسط أسرة مسيحيّة. ومنذ طفولتها، حصَّنَت ذاتها بفضيلة التواضع، وكانت تَنشد الصلاة والتأمّل، وتذهب باستمرار إلى الكنيسة. كما اهتمَّت بالفقراء والمرضى.
أُرغمت على الزواج برجل وثني شرير، عنيف الطبع، اسمه باتروشيوس، فتَذَوَّقَت معه طعم مرارة الألم. لكنّها ظلّت قوية صابرة على أوجاعها بقوّة المسيح، متضرِّعةً له من الصميم، من أجل توبة زوجها وارتداده للإيمان الحقّ. رُزقت مونيكا ثلاثة أطفال، كان أكبرهم القديس أغسطينوس، أحد أشهر آباء الكنيسة، الذي ضلَّ في شبابه.
صلَّت مونيكا بدموع العين وبثقة مطلقة برحمة الله، من أجل خلاص ابنها. مرَّت السنوات ومونيكا تتابع صلاتها بحرارة القلب، إلى أن استجاب الله لها، فعانقت أوّلًا وبفرح عميق توبة زوجها الوثني الذي آمن بالمسيح، لكنّه ما لبث أن أُصيب بمرض وتوفِّي. ومن ثمّ لحقَت بابنها أغسطينوس إلى مدينة ميلانو، فالتقت هناك الأسقف القديس أمبروسيوس الذي رافقه روحيًّا لسنوات طويلة، فعزّاها بينما كانت تصلّي باكيةً، قائلًا لها: «ابن هذه الدموع لن يهلك».