«يوبيل الخدمة»... النسخة الـ25 لرالي الفكر في حلب السوريّة

حلب, الجمعة 26 أبريل، 2024

«المجتمع معرفة والمعرفة قوّة»، مقولة تدأب مجموعة كشاف مار إغناطيوس اليسوعية على ترسيخها منذ ربع قرن عبر «رالي الفكر» في مدينة حلب السوريّة. يُعدّ هذا الحدث أكبر مسابقة ثقافية كنسيّة في سوريا. وتنطلق نسخة هذا العام مساء اليوم على مسرح ياسايان، وتُختَتَم الثلاثاء المقبل.

تشارك في الحدث 14 أخوية وحركة كشفية مسيحية و10 جمعيات خيرية. وفي حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، عَبَّرَ المسؤول العام لمجموعة كشاف مار إغناطيوس اليسوعية القائد كريم شبابي عن رغبته في أن يكون الرالي بيوبيله الفضي مميزًا ومليئًا بالفرح.

وأشار شبابي إلى بحثه مع باقي المسؤولين في المجموعة ومع مرشدها الأب فؤاد نخلة في جوهر الرسالة الكشفية وهي خدمة المجتمع، وذلك كي يتحوّل الحدث تسميةً وفعلًا إلى «يوبيل الخدمة». وأوضح: «قرّرنا عدم تحصيل الاشتراكات المالية من الجهات الكنسية المشارِكة في المسابقة هذا العام، وذلك كي يستفيد أبناء تلك الجهات من هذه الأموال. لكنّنا طلبنا من المشاركين تأدية ثلاث خدمات».

وشرح شبابي أنّ الخدمة الأولى هي التبرّع بالدم؛ «فصوم شهر رمضان قلّل من عدد المتبرعين، ما أدى إلى نقص في أكياس الدم التي يحتاج إليها يوميًّا مرضى التلاسيميا والأمراض الخبيثة وغيرها. وبالفعل ثمّة حالات مَرَضيّة تترنّح بين الحياة والموت أنقذها تبرُّع المشاركين»، على حدّ قوله.

وأضاف أنّ الخدمة الثانية التي طُلِبَت «كانت المشاركة في نشاط مع ذوي الاحتياجات الخاصة (الذين تُشرِف عليهم عائلات "إيمان ونور" أو "الجمعية السورية للتنمية")، أو نشاط مع أطفال "الهيئة اليسوعية لإغاثة اللاجئين" في الأحياء الشعبية والفقيرة».

أمّا الخدمة الأخيرة فتمثّلت، على مدار خمسة أيام، بمساعدة واحدة من هذه الجهات الثلاث: «"منظمة دوركاس" في تحضير الفطور لتلاميذ المدارس وتوزيعها؛ أو تقديم يد العون لراهبات مرسلات المحبّة في غسل الثياب والطبخ وإطعام العجزة وذوي الإعاقة المقيمين عندهنّ في الدير والحديث أو اللعب معهم». وتجلّى الخيار الثالث في «التوجّه إلى دير الإخوة المريميين ومساعدتهم في مشروع "خبز المشاركة"، أي في طبخ وجبات ساخنة لكبار السنّ وتوصيلها إلى بيوتهم مع الخبز والفاكهة؛ أو مساعدة المريميين في ملء السِّلال الغذائية وتوزيعها؛ أو تيسير نشاطات أطفال الدير وتعليمهم».

أمّا بالنسبة إلى اشتراكات الجمعيات وثمن تذاكر دخول الجمهور لحضور الرالي، فأكّد شبابي أنّها ستكون على شكل تبرُّع. وقال: «كلّ جهة ستختار مساهمتها بحسب إمكانياتها. والمال المُحَصَّل سنشتري به حفاضات ومازوت لدير راهبات مرسلات المحبة».

وختم شبابي حديثه إلى «آسي مينا» مشدّدًا على أنّ كلّ شخص مشارك هو بالضرورة رابح، ولو لم يُحرِز المركز الأول. فعبر مشاركته، تزداد معرفته وثقته بنفسه بوقوفه على المنصة أمام الجمهور، ويتعلّم النقاش مع زملائه وكيفية اتخاذ القرارات، ويبني «استراتيجية لعب» خاصّة به.