أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ الفضائل الإلهيّة تُبعد الرجال والنساء عن خطر التعجرف والتغطرس. ووصف التكبّر بالسمّ القاهر، إذ تُفسد قطرة واحدة منه حياة كاملة موجّهة نحو الخير.
فقد تابع الأب الأقدس سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. وتوقّف اليوم عند موضوع «حياة النعمة بالروح».
الروح يُعطي الإيمان والرجاء والمحبّة
شرح الحبر الأعظم أنّ الروح القدس يُعطى للإنسان كي يعرف الفرق بين الخير والشرّ وينال قوّة في السعي وراء الخير والابتعاد عن الشرّ، فيحقّق ذاته. واعتبر أنّ الروح يقدّم إلى المسيحي مساعدة خاصّة في سعيه نحو الملء. فالروح يُعطي المؤمن المسيحي فضائل الإيمان والرجاء والمحبّة.
وفسّر الحبر الأعظم أنّ الكتّاب المسيحيّين وصفوا هذه الفضائل الثلاث بالإلهيّة، بما أنّها تُستَقبَل من الله وتُعاش بعلاقة معه. وتابع أنّ المسيحيّ يحصل على هذه الفضائل من الروح القدس في سرّ المعموديّة.
وزاد أنّ الفضائل الإلهيّة الثلاث، إضافةً إلى تلك الأساسيّة الأربع (الفطنة والعدل والقوّة والقناعة)، تشكّل معًا سبع فضائل تُوضَع عادةً مقابل الرذائل السبع الكبرى.
ودعا البابا إلى التواضع كما قال المسيح: «وهكذا أنتم، إذا فعلتم جميع ما أمرتم به فقولوا: نحن خدم لا خير فيهم، وما كان يجب علينا أن نفعله فعلناه» (لوقا 17: 10).
وزاد أنّ الإنسان يستطيع أن يتمّم كومة من الأعمال الحسنة، لكن لا يمكن وصفه بأنّه فضيل إذا فَعَلَ ذلك بهدف تعظيم نفسه. فيجب فعل الخير بتكتّم ولطف، على حد قول الأب الأقدس.
إرث يوحنّا بولس الثاني
في تحيّةٍ وجّهها إلى الحجّاج البولنديّين في القسم الثاني من المقابلة العامّة، ذكّر فرنسيس بأنّ السبت المقبل تحلّ ذكرى 10 سنوات لإعلان قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني. وقال: «بالنظر إلى حياة يوحنّا بولس يمكننا رؤية ما يمكن أن يصل إليه الإنسان في قبول عطايا الله وتطويرها: الإيمان والرجاء والمحبّة».
ودعا فرنسيس إلى الوفاء لإرث يوحنّا بولس الثاني. وقال: «عزّزوا الحياة ولا تسمحوا لثقافة الموت بأن تغشّكم. فلنطلب بشفاعته من الله عطيّة السلام التي عمل كثيرًا من أجلها في خلال خدمته البابويّة».
في القسم الأخير من المقابلة، سلّط الأب الأقدس الضوء على الحروب القائمة في أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل وميانمار. وكرّر جملة «الحروب دائمًا هزيمة» وأنّ أكبر المنتصرين في هذه النزاعات هم صنّاع الأسلحة. وطلب الصلاة من أجل السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط وغزّة، ومن أجل حلّ الدولتَيْن في الأراضي المقدّسة.
أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ فضيلة القوّة تساعد في التغلّب على «الأعداء الداخليّين الذين يشلّون حركتنا» مثل: القلق والمعاناة والخوف. وأضاف أنّها تُسهم أيضًا في الصمود أمام عقبات الاضطهاد ومصاعب الحياة اليوميّة غير المتوقّعة.
أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ الإنسان العادل بسيط وصريح، لا يرتدي أقنعة، بل يقدّم نفسه على ما هو عليه متحدّثًا بصدق. واعتبر أنّ على شفتَي العادل تتردّد غالبًا كلمة «شكرًا»، فهذا الأخير يعلم أنّه مهما عشنا الكَرَم نبقى مدينين للآخر، على حد تعبير الأب الأقدس.