عندها، توجّه فرنجية إلى طائفة السريان الكاثوليك في جونيه متّخذًا لمجموعته اسم جماعة «العنصرة الجديدة». ولكنّ هذه الأخيرة عادت إلى الكنيسة المارونيّة. فأراد عندها كاهن رعيّة مار فوقا غدير الخوري جوزيف سلوم، بتوكيل من النائب البطريركي على أبرشية جونيه المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، أن يرعى هذه الجماعة لكي لا تضلّ.
رأي كاهن رافق الجماعة
عن خبرته في رعاية «جماعة العنصرة الجديدة»، قال كاهن رعية غدير لـ«آسي مينا»: «أرادت الكنيسة أن تعطي هذه الجماعة فرصةً جديدة لأنّ شبكة يسوع تتّسع لكلّ السمك. ولم يكن توجّهها واضحًا منذ البداية».
وأضاف: «واكبتُ هذه الجماعة منذ العام 2017 وكنت أقدّم لها المشورة إن حادت عن تعاليم الكنيسة الجامعة. ولكن، مع جائحة كوفيد-19، لجأ أعضاؤها إلى الاجتماعات عن بُعد. فدخل معهم أشخاص ينشرون تعاليم معارضة. واتخذت الكنيسة قرار تحييدهم».
وفسّر الخوري جوزيف أنّ الجماعة تروّج «لأساليب صلاة تُفقِد المرء وعيه تحت راية "الامتلاء من الروح القدس". لكنّنا ننال الروح القدس مع سرّ التثبيت، وهو روح الحكمة والفهم وليس روح الغيبوبة».
ويَظهَر في فيديو انتشر على واتساب مؤسِّس الجماعة فرنجيّة يشرح أنّ القديس شربل مخلوف «توفّي وراح ولم يعد ينفع بشيء». ويضيف فرنجية: «إن اتّصلت به (بالقديس شربل) فلن يجيبك، لكن إن اتّصلت بطوني فرنجيّة فسيجيب اتّصالك».
ومع أنّ فرنجيّة يقول في هذا الفيديو إنّ شربل مخلوف «قدّيس»، يناهض حديثه هذا تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة عن إكرام القديسين ويقلّل من أهمّية شفاعة مار شربل.
ليست جماعة كاثوليكيّة
في بيان صدر عن الأساقفة الكاثوليك في مونتريال الكنديّة، قبل بضعة أيّام، أكّد المطارنة أنّ «جماعة العنصرة الجديدة» غير معترف بها من الكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان أو من أيّ أسقف كاثوليكي.
ودعا الأساقفة المؤمنين إلى «التمييز الروحي والراعوي في ما يخصّ العلاقة مع هذه الجماعة ومع السيّد طوني فرنجيّة تحديدًا، أو مع أيّ جماعة ليست في شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكيّة». ويأتي ذلك بعد وصول الجماعة إلى البلاد وتنظيمها لقاءات روحيّة دعت المؤمنين إليها.
وكان رئيس المجلس الرسولي العلماني في لبنان المطران جوزيف نفّاع قد سُئِل عام 2021 عن هوية «جماعة العنصرة الجديدة» وانتمائها. فردّ في بيانٍ أنّها: «غير مُعتَرَف بها من المجلس الرسولي العلماني في لبنان، واللجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين. وبالتالي، هي ليست جماعة كاثوليكية في لبنان، ولا تعمل باسم الكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان، ولا تمثّلها ولا تتكلّم باسمها».
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.