بيروت, الاثنين 22 أبريل، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس تاودورس السيكاوي، في 22 أبريل/نيسان من كلّ عام. قدّيس تخلّى عن مجد العالم واختار الحياة النسكيّة، ممارسًا الصلاة والصوم والتقشّف حتى الرمق الأخير.
أبصر تاودورس النور في بلدة سيكا الواقعة في آسيا الصغرى. نشأ على محبّة الله والعمل بحسب وصاياه، ورَغبَ في التخلّي عن مجد الأرض الباطل، وآثر الحياة النسكية، فعاش في مغارة يمارس الصلاة والصوم والتقشّف، حتى اشتهرت قداسته. ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، رُسِمَ كاهنًا، فازداد فضيلةً وقداسةً. ومن ثمّ ذهب إلى زيارة الأماكن المقدّسة، وجال في برّية فلسطين ودخل ديرًا بجوار الأردن.
وبعد تلك المحطّة، عاد تاودورس إلى وطنه شيخًا، وتنسّك في البرّية، ناشدًا الصلاة والتأمّل والزهد والتوبة، فَفَاحَ عطر فضائله من حوله. وأعطاه الله نعمة صنع الآيات المقدّسة. كما جاء إليه كثيرون يستنيرون بإرشاداته، فأنشأ لهم ديرًا وتولّى إدارته. وبعدها انطلق مرّة ثانية لزيارة الأراضي المقدّسة. ومن ثمّ انْتُخِبَ أسقفًا، فتميّز بالأمانة والغيرة على مجد الربّ، وكذلك سعى جاهدًا إلى خلاص النفوس. وحين انتصر الكونت موريقيوس في حربه على جيش الفرس، توجّه لزيارة الأسقف بعدما سمع بشهرته، وطلب منه الصلاة لأجله. فتنبأ تاودورس له بأنّه سيصبح ملكًا.
بعدئذٍ، تحقّقَتْ تلك النبوءة، فتَذَكَّرَ موريقيوس الملك ما قاله القديس له، وتوجّه إليه بكتاب شكر وأرسل إليه أيضًا القمح كي يوزّعه على المحتاجين. وظلّ بعدها في كلّ عام يرسل إليه القمح للغاية عينها. وبعد عشر سنوات، استقال تاودورس من أسقفيّته واعتزل في ديره، يصلّي ويتأمّل في جمال الخالق وسماته الإلهيّة. وأخيرًا رقد بعطر القداسة في 22 أبريل/نيسان عام 631.