بيروت, الأحد 21 أبريل، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة جوليا البتول في تواريخ مختلفة، منها 21 أبريل/نيسان من كلّ عام. قديسة أحبّت المسيح من كلّ قلبها وفكرها حتى الموت على الصليب.
ولِدَتْ جوليا في مدينة قرطاج التونسيّة. نشأت وسط عائلة مسيحيّة تقيّة ربّتها على الفضيلة، وكانت تُعَدُّ من أثرياء مدينتها. تعلّمت جوليا على يد أساتذة مسيحيين قديسين، وتميّزت بمحبّتها للفقراء. ولمّا هجم الملك الآريوسي هونريكس على قرطاج دمّرها، وأوقع كثيرين من أبنائها وبناتها في الأسر، ومنهم جوليا. ومن ثمّ عُرِضَ جميع الأسرى للبيع في سوق الرقّ، فاشترى جوليا رجل سوريّ اسمه أوسابيوس، وهو من عبدة الأوثان.
وبعدما كانت جوليا امرأة حرّة، وجدت نفسها أسيرة وخادمة في بيت رجل وثني، لكنّه لم يجبرها على عبادة الأوثان، بل عاملها باحترام. وفي المقابل خَدَمَتْه هذه البتول بكلّ أمانة، متذكّرةً قول القديس بولس الرسول عن خدمة العبيد لأسيادهم: «أيّها العبيد، أطيعوا سادتكم في هذه الدنيا بخوف ورعدة وقلب صافٍ كما تطيعون المسيح» (أفسس 6: 5). وكانت جوليا تخصّص وقتًا للصلاة وقراءة الإنجيل.
وفي أحد الأيّام، سافرت مع سيّدها كي تخدمه في رحلته، ولمّا وصلا إلى جزيرة كورسيكا، راح أوسابيوس يشارك في أحد الاحتفالات المُعدّة لتكريم الأوثان. لكنّ جوليا ظلَّتْ في السفينة تصلّي وتبكي جهْلَ هؤلاء الذين لا يعرفون الإيمان الحقّ. وحين عرف الحاكم بأمرها، حاول إجبارها على عبادة الأوثان، لكنّها رفضت بكل شجاعة معلنةً حبّها للمسيح. فعرفت مختلف أنواع العذاب. جلدوها وبعدها صلبوها على خشبة، ففرحت كثيرًا لأنّها ستُشابه المسيح بموتها على الصليب. وأخيرًا، توِّجَتْ بإكليل المجد الأبديّ.