تُعَدّ معاهد دون بوسكو السالزيانية في منطقة الشرق الأوسط من أهمّ الهيئات التي تقدّم خدماتها لأبناء الكنيسة أو للمدينة العاملة فيها.
ويكون ذلك عن طريق تكوين الأشخاص روحيًّا أو أخلاقيًّا أو تعليميًّا أو رياضيًّا. فتستهدف المعاهد الفقراء والمهجّرين والسجناء والمرضى والأيتام بشكل خاصّ. وليس معهد دون بوسكو في العاصمة المصريّة القاهرة، العامل بإدارة الأب بيدرو غارسيا، بعيدًا عن هذه المشهديّة.
فقد أراد معهد القاهرة أخيرًا توسيع دائرة اهتماماته لتشمل المرأة، وذلك عبر الاهتمام بتعليمها وتدريبها وتثقيفها بشكل مركّز.
وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، بيّن مسؤول الدورات الحرّة مينا نصر أنّ العمل في المعهد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: المدرسة الثانوية الصناعية والفنية، والدورات الحرّة، ومدارس الأحد في الكنيسة.
وفسّر نصر أنّه حدث تطوّر لافت بالنسبة إلى المدارس في العام الدراسي الحالي 2023-2024. فقد دخلت فتيات المدرسة للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل نحو مئة عام.
وقال نصر إنّهنّ «يدرسنَ باللغة الإيطالية مثل الطلاب الذكور لمدة ثلاثة أعوام فيتخرّجنَ صناعيات، أو لخمسة أعوام فيتخرّجنَ فنّيات. كما يحقّ لهنّ بعد ذلك التوجه إلى الجامعات لإكمال تعليمهنّ».
وعن حضور المرأة في الدورات الحرّة، أضاف نصر: «أقمنا ورشًا تدريبية خاصة بالنساء مدتها شهر ونصف الشهر. وتتألف من دورتَيْن: واحدة فنّية تعلّم التجميل أو قصّ الشعر أو الخياطة بجميع مستوياتها وغيرها من الأمور. والثانية عن "المهارات الحياتية" تُدرَّس فيها مواضيع مختلفة مثل معرفة الذات، وتنظيم الوقت، وكيفية التواصل داخل المجتمع، والانخراط داخل بيئة العمل».
وأشار نصر إلى وجود تعاون بين المعهد وجهات أخرى لمساعدة محدودات الدخل. فأوضح: «أقمنا "مشروع اللاجئين" بالتعاون مع بنك الإسكندرية الذي يموّل منحًا دراسية لأكثر من 30 فتاة لاجئة في مصر للدراسة في معهدنا. كما يسدّد البنك تكاليف التسجيل في الدورات لأكثر من 20 فتاة مصرية».
وتابع: «هناك مِنَح مشابهة مموَّلة من الاتحاد الأوروبي أو من وزارة العمل المصرية. فتموِّل هذه الأخيرة في الوقت الحالي تدريب أكثر من 2000 شخص داخل معهد دون بوسكو، 30% منهم من الإناث».
وختم نصر حديثه إلى «آسي مينا» بالإشارة إلى حضور المرأة القوي والفاعل كموظفات في المعهد، سواء كنَّ إداريات أم عاملات أم مدرِّسات.