بيروت, السبت 20 أبريل، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار البار نتنائيل الناسك في 20 أبريل/نيسان من كل عام. قديس تنسّك طوال حياته في صومعته، وانتصر باستمرار على المجرِّب بقوّة إيمانه بالربّ يسوع.
اختار نتنائيل السير في طريق الصلاة والزهد والتقشّف. فعاش ناسكًا طوال حياته، في جبل النطرون في صعيد مصر. بنى صومعة، ونذر أنّه لن يخرج منها حتى ساعة موته. إلّا أنّ المجرِّب بدأ يحاربه بمختلف الوسائل، محاولًا زعزعة ثباته كي يجعله يخرج من صومعته. لكنّ نتنائيل، الذي حصّن ذاته بالإيمان الحقّ، انتصر على المجرِّب بقوّة المسيح وعلى الدوام.
وقيل أنّه ذات يوم، وبينما كان في صومعته يمارس أسمى الفضائل الروحيّة، قرّر المجرِّب اختراق لحظاته المفعمة بالخشوع والصمت، من أجل النيل منه. فتنكّر الشيطان بشخصيّة صبي يجرّ حمارًا. ووقع الشرير في وادٍ قريب من صومعة الناسك، وذلك بسبب ما يحمله من أوزان ثقيلة من الخبز.
عندئذٍ، بدأ المجرِّب يصرخ بأعلى صوته، طالبًا النجدة من نتنائيل، قائلًا له: «يا أبانا، أرجوك هلمَّ لمساعدتي لئلّا تفترسنا الوحوش، أنا والحمار». وحين سمع الناسك الصراخ، نظر من الشبّاك إلى الخارج، وأجابه: «إن كنتَ غارقًا عن حقّ في شدّة، سأتضرّع من الصميم إلى الله، وأسأله أن يبعثَ إليك من ينقذك من الوحوش». ومن ثمّ تابع كلامه: «أمّا إن كنتَ شيطانًا، فليعاقبكَ الله على عملك».