غزة, الخميس 18 أبريل، 2024
في خضم فوضى الحرب بين إسرائيل و«حماس»، لم يَعُد دفن الموتى مضمونًا، إذ أضحى أيّ تحرّك يشكّل خطرًا على حياة الأشخاص. فلا يزال المئات تحت الأنقاض في جميع أنحاء القطاع. ويكاد نقل الجثامين إلى المقابر يستحيل على السكان. ويتفاقم الحزن نتيجة مشاهد المقابر الجماعية التي تفطر القلوب.
وبما أنّ مقابر المسيحيين تقع جميعها شمالي قطاع غزة، بجوار كنائسهم، يصبح التحدي أكبر بالنسبة إليهم. وبالتالي، يستحيل لمن يموت في جنوب القطاع أن يحصل على مراسم دفن مسيحية.
في الفترة الأخيرة، تُوفِّيَ مسيحيّان في جنوب القطاع، هاني سهيل ميشال أبو داود وهيثم ترزي. ولم يتمكّن أهلهما من المشاركة في وداعهما الأخير. كما أنّهم لم يستطيعوا إعادة جُثمانَيْهما إلى المقابر المسيحية في الشمال. ومع ذلك، فُتِحَت أبواب المقابر الإسلامية لاستقبال جُثمانَيْهما ودفنهما بكرامة.
ونقلت وكالة رويترز شهادة عامل في مقبرةٍ للمسلمين بحي تل السلطان في رفح، إياد الناطور. فأفاد الناطور بأنّه دفَن شخصًا مسيحيًّا هناك، وهو سهيل ميشال أبو داود. وأضاف: «دُفِنَ [أبو داود] بين المسلمين. ولا توجد أيّ إشارة إلى أنّه مسيحي. إنّه إنسان ونحن نحترم البشر ونقدّر الإنسانية ونحب كلّ إنسان على وجه الأرض».