بيروت, الثلاثاء 16 أبريل، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة البارة أناسيما في تواريخ مختلفة، منها 16 أبريل/نيسان من كل عام. قديسة تخلّت عن حياة الملوك، وعاشت حياتها، تتأمّل في كلمة الله، وتَنشد الصلاة والنسك والتقشّف.
أبصرت أناسيما النور في مصر، وهي ابنة وحيدة لوالديها. نشأت على مطالعة الكتب المقدّسة، وبخاصّة الإنجيل. كما كان والدها ملكًا، فحكم خمس عشرة مدينة في مصر. وحين مات، قرّر أرباب الدولة إعلانها ملكة مكانه. لكنّ تلك البارة رَغبَت من الأعماق السير في طريق مختلف عن حياة الملوك.
وفي أحد الأيّام، هجرت بيتها خلسةً، وارتدَت ثيابًا فقيرة، ولم تأخذ معها غير الكتاب المقدّس، كنزها الوحيد، ملبّيةً نداء الربّ يسوع، زاهدةً بمجد العالم. فتوغّلت في البرّية حتى وصلت إلى غابة كثيفة، أمضَت فيها أربعين سنة، وكانت تناجي الخالق وتَنشد حياة الصلاة والنسك والتقشّف، واقتصر طعامها على أعشاب البرّية وبعض ثمارها.
كرّست أناسيما وقتها لتأمّل كلمة الله. وكانت الوحوش تؤنسها وتصغي إليها. ومن ثمّ أوحى لها الربّ بالذهاب إلى دير في جوار نهر النيل يضمّ 300 راهبة. حين وصلت إلى هناك، بدأت تصوّر ذاتها بين الراهبات على أنّها فتاة مجنونة. فعرفت المعاناة والإهانات على أيديهنّ لوقت طويل ولم تتذمّر أبدًا.